05 - 05 - 2023, 11:49 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مَطَاوِي لَحْمِهِ مُتَلاَصِقَةٌ،
مَسْبُوكَةٌ عَلَيْهِ لاَ تَتَحَرَّكُ [23].
عادة طبقات اللحم التي عند العنق وعند البطن رخوة وضعيفة، أما هذا الحيوان فإن طبقات اللحم عند رقبته متلاصقة، مسبوكة كما من الحديد، قوية.
يا لها من صورة بشعة، فكما ينمو جسد المسيح ليضم كل يوم نفوس تتمتع ببّر المسيح وقداسته وتصير شريكه معه في المجد، هكذا ينمو أيضًا جسم إبليس ليضم من هم أكثر شرًا من السابقين، ويتلاحم الكل معًا كمطاوي لحم إبليس المتلاصقة معا، وكأنها صارت كتلة واحدة كالحديد مسبوكة معًا لا تتحرك نحو التوبة والرجوع إلى الله. اتحاد الأشرار معًا مفسد للنفوس، يغلق الباب أمام الكثيرين للتفكير في جدية نحو التمتع بالحق الإلهي.
إن كان السيد المسيح قد ضمنا إليه لنكون أعضاء جسده الواحد، وذلك بتمتعنا بالإيمان به، وولادتنا بالروح أبناء لله في مياه المعمودية. رسالتنا أن نضم بالحب كل يوم الذين يخلصون ويتمتعون معنا بالشركة معه في الحياة الجديدة المقامة التي وهبنا إياها. هكذا فإن مطاوي جسم الشيطان هم الذين قبلوا البنوة له، واتحدوا معه خلال أعماله، وهم لا يكفون عن سحب الكثيرين معهم ليكونوا أعضاء في جسم إبليس يشاركونه مصيره الأخير أكثر منهم فالشرير يُسر حين يضم معه من يصير أشر منه.
* جسم لوياثان (الأشرار فعلًا) كله فاسد، إذ ليس لديهم اشتياق نحو مدينتهم الروحية. مطاوي جسم لوياثان هم الذين ينضمون إلى هؤلاء الأشخاص في حياة شريرة، بل ويسبقون الأولين في طريق الشر... في جماعة لوياثان هذا الشريرة، هؤلاء هم أعضاء جسمه الذين بأفعالهم الشريرة يضمون إليه من هم يصيرونهم أكثر شرًا منهم.
البابا غريغوريوس (الكبير)
|