|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَيْسَ مِنْ شُجَاعٍ يُوقِظُهُ، فَمَنْ يَقِفُ إِذًا بِوَجْهِي؟ [10] ليس من إنسان حكيم يثير التمساح، وإن يدخل معه في معركة، فكيف يقف أمام الله نفسه كخصمٍ ويقاوم خطته وأحكامه وحكمته. إن كان هذا هو الموقف مع مخلوق أوجده الله ليكون تحت قدمي الإنسان الذي وهبه الله سلطانًا على الخليقة، فكيف يأخذ الإنسان موقف التمرد على خالقة؟ من يقدر أن يقف أمام الله في غضبه؟ *يقصد بالقوي الشيطان، وما هو بيته إلا مملكته على الأرض، وأما أمتعته فهي أولئك الناس الذين يتشبهون بإبليس أبيهم في شئونهم وأعمالهم.وكما أننا ندعو القديسين أوانٍ مقدسة وأمتعة مكرسة، كذلك يمكن تسمية الأشرار أمتعة إبليس وآنيته، لأنهم يشتركون معه في الخبث والشر. دخل المسيح الكلمة وحده بيت إبليس، هذا العالم الأرضي، وربط الشيطان، في "سلاسل الظلام وطرحه" (2 بط 2: 4). خلص لاوي فلم يعد بعد أسيرًا في مملكة الشيطان، وأصبح بتوبته جديرًا بالبركات الإلهية، فنتعلم أن التوبة هي السبيل السوي للخلاص والفداء، فقد قيل: "التفتوا إليّ وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض" (إش 45: 22) . *حسبك ما أشار به حبقوق وهو يندد بأعداء الرسل: "ويل للمُكثر ما ليس له، وللمثقِل نفسه رهونًا، ألا يقوم بغتة مقارضوك، ويستيقظ مزعزعوك، فتكون غنيمة لهم" (حب 2: 6). فقد جمع الشيطان في حظيرته كل سكان الأرض وهم ليسوا له، وجعلهم يسجدون له، ويعبدونه، فتثقَّل وتعظَّم، ولكن استيقظ البعض ليسلبوه غنائمه، فقد ألقى الرسل بشبكة تعليمهم على المأسورين والخطاة، فرجعوا بها إلى الله مملوءة بأهل العالم قاطبة. القديس كيرلس الكبير * "يقضي لمساكين الشعب، يخلص بني البائسين، ويسحق المفتري" (مز 72: 4). بحق يُدعى الشيطان "المفتري"، فقد افترى على كل من الله، فبسبب الحسد ادعى أن الله، منع الأكل من شجرة (معرفة الخير والشر) ، وافترى على أيوب بأكاذيب، قائلًا "هل حقًا مجانًا يتقى أيوب الله...؟ أبسط يدك الآن، ومس كل ما له، فإنه في وجهك يجدف" (أي 1: 9، 11). في المزمور الثامن أعطاه اسمي "عدو ومنتقم"، بينما يدعوه هنا (مز 72: 4) مفتريًا. ثيؤدورت أسقف قورش |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|