|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حالة المؤمنين بعد الرقاد لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، ..غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ أبدي ( 2كورنثوس 5: 1 ) الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي يعطي النفس معرفة بما وراء هذه الحياة. وهو يُقدِّم تلك المعرفة لا في نظرة ضبابية غامضة، لأن ربنا يسوع المسيح “أنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل” ( 2تي 1: 10 ). ويبدأ الرسول بولس الآية موضوع تأملنا بالقول: “لأننا نعلم”. وفي الآيات التالية يتحدَّث الرسول عن المؤمنين في ثلاث حالات: 1- حالتنا الآن ونحن في هذه الخيمة، أي الجسد الترابي الذي نسكنه على هذه الأرض. 2- حالتنا بعد الموت، عندما نخلع الخيمة (الجسد)، فنتغرَّب عن الجسد، لكي نستوطن عند الرب. 3- حالتنا بعد القيامة أو بعد مجيء الرب، عندما نلبس أجسادنا المُمَجَّدة، ونكون كل حين (جسدًا ونفسًا وروحًا) مع الرب. الحالة الأولى التي نحن فيها الآن حسنة، لذلك نحن “لا نفشل” (4: 16)؛ والحالة الثانية بعد الرقاد أحسن، لذلك فإننا “نثق ونُسرّ بالأولى أن نتغرَّب عن الجسد ونستوطن عند الرب” (ع8)؛ والحالة الثالثة هي الأفضل، لذلك نحن “نئن مُشتاقين إلى أن نلبس فوق هذه الخيمة مسكَننا الذي من السماء” (ع2). لا نئن أنين الخاطئ اليائس، ولا أنين المؤمن البائس، المؤمن الذي لم يتمتع بالعِتق بعد (انظر رومية 7)، بل أنين الغريب المُشتاق للبيت الرحيب، والعروس المُنتظرة مجيء عريسها القريب. ويرتبط بما سبق تطويبات ثلاث يتمتع بها المؤمن في كل حالة من الحالات السابقة. فعن الحالة الأولى التي نحن فيها الآن يقول المُرنم: «طوبى لأُناس عزهم بك، طُرق بيتك في قلوبهم، عابرين في وادي البكاء يصيِّرونه ينبوعًا» ( مز 84: 5 ). وعن الحالة الثانية بعد الرقاد يقول الرائي: «طوبى للذين يموتون في الرب منذ الآن» ( رؤ 14: 13 ). وعن الحالة النهائية عندما نلبس مسكَننا الذي من السماء يقول الرائي أيضًا: «مبارك (وهي بعينها كلمة ”طوبى“) ومقدَّس مَن له نصيب في القيامة الأولى» ( رؤ 20: 6 ). ويوضح الرسول المغبوط هنا أنه طالما المؤمن ما زال يعيش على هذه الأرض، فإنه يسلك بالإيمان لا بالعيان (ع7)؛ لكن ما يعزينا حقًا أنه قريبًا جدًا، عندما يأتي الرب يسوع، سيتحوَّل الإيمان إلى عيان، وتتم كلمات الرسول يوحنا: «نكون مثله لأننا سنراه كما هو» ( 1يو 3: 2 )؛ وأيضًا «هم سينظرون وجهه، واسمُه على جباههم» ( رؤ 22: 3 ، 4). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|