كان يليق بأيوب أن يلقي ضوءً على حكمة الله، فيتعرف الغير عليها، لكنه عوض ذلك تحدث عن الظلم الساقط تحته. هكذا يصحح الله موقف أيوب الذي وإن كان بارًا، لكنه نطق ببعض كلمات العتاب فشوّه صورة خطة الله أمام الحاضرين.
يعاتبه الله قائلًا له: من أنت يا من تود أن تتحدث عن أسرار الله العميقة وعدله وعنايته، فإنك إذ لا تدركها تقدم تفسيرًا مظلمًا لها.
جاء النص في الترجمة السبعينية: "من الذي يخفي مشورة عني، ومن الذي يغلق على كلمات في قلبه ويظن أنه يخبئها عني". وجاء في الترجمة اليسوعية: "من هذا الذي يُسوِّد تبريري بأقوالٍ ليست من العلم بشيء؟" استخدم القديس كيرلس الكبير هذه العبارة في تفسيره لإنجيل لوقا (لو 22: 64) "وغطوه (عصبوا عينيه) وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين: تنبأ، من هو الذي ضربك؟"
* يقول في موضع ما خلال أحد أنبيائه القديسين: "من هذا الذي يخفي مشورة عني، ومن الذي يغلق على كلمات في قلبه؟" (أي 2:38) ذاك الذي يفحص القلوب والأذهان وواهب كل نبوة كيف يمكن ألا يعرف من ضربه (لو 64:22)؟ كما يقول المسيح: "الظلمة أعمت عيونهم؛ وأذهانهم قد أميت (راجع يو 40:12).
القديس كيرلس الكبير
* يشير الله إلى المسافة الشاسعة التي تفصلنا عنه. "أخبرني: من الذي يحاول أن يخفي نفسه عني أنا العارف بالأسرار بدقة؟!"