|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عناية الله بالحيوانات غير العاقلة أَتَصْطَادُ لِلَّبْوَةِ فَرِيسَة،ً أَمْ تُشْبِعُ نَفْسَ الأَشْبَالِ [39]. اختيار هذه الحيوانات والطيور (أي 39:38-30:40) لم يكن اختيارًا بلا هدف، لكن يمكن القول إنها تمثل موكب الحيوانات والطيور المقاومة للمجتمع الإنساني في نظر الإنسان في ذلك الحين. لذلك كثيرًا ما صورت الشياطين بأشكال هذه الحيوانات والطيور. عناية الله فائقة حتى بالوحوش المفترسة والطيور التي تهاجم المجتمع البشري. هذه جميعها ليس فقط يعرف الله طرقها، وإنما تخضع له وهو الذي يعولها. فإن كان الله اهتم بالخليقة الجامدة التي أوجدها من العدم، واهتم بقوانين الجو من نزول ثليج أو هبوب رياح أو نزول أمطار، ويهتم بالاعتناء بحيوانات البرية والطيور الجارحة، فكيف لا يهتم بشئون الإنسان الذي من أجله خلق هذه كلها؟ يرى البابا غريغوريوس (الكبير)أن اللبوة هنا تشير إلى اليهودية المتكبرة، إذ تقبل الإيمان بالسيد المسيح خلال كرازة الكنيسة، فإن السيد المسيح نفسه يقوم بإشباع نفوس أبنائها. حِينَ تَرْبِضُ فِي عَرِينِهَا، وَتَكْمُنُ فِي غَابَتِهَا لِلْكُمُونِ؟ [40] يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أنه يتحدث هنا عن الفترة ما بين آلام السيد المسيح وحلول الروح القدس في عيد العنصرة حيث توقف الرسل والتلاميذ عن الخدمة فكانوا كاللبوة التي تربض في عرينها وتكمن في الغابة في حالة كمون. كانوا منتظرين وهم في خوف من المقاومين حتى يلبسوا قوة من الأعالي للبدء في الكرازة. إنهم يشبهون اللبوة التي تبقى في عرينها مع الأشبال الصغار حتى يأتي الأسد بالفريسة لهم. مَنْ يُهَيِّئُ لِلْغُرَابِ صَيْدَهُ، إِذْ تَنْعَبُ فِرَاخُهُ إِلَى اللهِ، وَتَتَرَدَّدُ لِعَدَمِ الْقُوتِ؟ [41] عجيب هو الله في رعايته وعنايته بخليقته، إذ يهتم حتى بفراخ الغربان، فيعطيها قوتها (مز 147: 9). يهتم الإنسان بالمخلوقات النافعة له أما الله فيهتم بكل الخليقة. إنه ينصت حتى صياح (نعيب) فراخ الغربان. يُقال إن الغربان لا تهتم بصغارها، فتنعب الصغار كما إلى الله، والله يعطيها قوتها. إنها تعلمنا أن نصرخ "يا أبا الآب" (رؤ 8: 15)، فهو يسمع لنا حتى إن لم يسمع لنا والدينا. وكما يقول المرتل: "أبي وأمي تركاني وأما الرب فضمني". إن كان قد شبه اليهود القادمين للإيمان باللبوة التي يشبع الله احتياجات أشبالها، فإنه يشبه الأمم بالغربان، والله يهتم بهؤلاء وأولئك: "المعطي البهائم طعامها لفراخ الغربان التي تصرخ" (مز 147: 9). * تتقبل الحيوانات طعامها عندما تقتات الأذهان البهيمية على الكتاب المقدس. لكن يُعطي الطعام لفراخ الغربان، أي لأبناء الأمميين عندما تنتعش اشتياقاتهم بمحادثاتنا معهم... صغار الغربان، أي الكارزون القديسون القادمون من كنيسة الأمم، بالحق لا يتكلون على أنفسهم بل على قوة مخلصهم لذلك حسنًا قيل: "عندما يصرخ صغاره لله"، إذ يدركون أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا بقوتهم الذاتية. البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|