* يوجد نوعان من الأبرار في هذه الحياة. أولئك الذين يعيشون باستقامة ولا يعلمون شيئًا، والذين يعيشون باستقامةٍ ويعلمون حسب ما يعيشون. وذلك كما في وجه السماء بعض الكواكب تأتي ولا يتبعها عواصف، وكواكب أخرى تأتي وتسقط مياهًا على الأرض العطشى بأمطار غزيرة. غالبًا ما يوجد أشخاص في الكنيسة المقدسة يعيشون باستقامة، لكنهم لا يعرفون كيف يكرزون بالاستقامة، إنهم بالحق كواكب، لكنهم يظهرون في جو جافٍ. يمكنهم أن يقدموا نورًا للآخرين بمثال حياتهم الصالحة، لكنهم لا يمطرون بكلمة كرازتهم ويوجد أشخاص آخرون يعيشون باستقامة ويمطرون هذه الاستقامة على آخرين بكلمة الكرازة، فتظهر الكواكب في السماء وتجلب أمطارًا تغير الغير باستحقاقات حياتهم ويمطرون حسنًا بكلمة الكرازة. ألم يظهر موسى ككوكبٍ للمطر؟ الم يظهر في هذه السماء...؟ ألم يظهر إشعياء ككوكب للمطر، هذا الذي سبق فرأى نور الحق وتمَسك به، وروى جفاف عدم الإيمان بإعلان كلمة النبوة؟
عندما استبعد الرب الأنبياء أرسل الرسل يحتلون موضعهم، ليمطروا مثل دوامات بعد أن توقفت الكرازة بالناموس الخارجي (الحرفي)، عندما انسحب الآباء القدامى... قيل بإرميا عن رفض اليهودية: "كواكب المطر توقفت ولم يعد بعد مطر متأخر" (راجع إر 3: 3).