محفوظ في تاريخ يوسابيوس الخطاب الذي كتبه الملك قسطنطين إلى مكاريوس أسقف أورشليم يأتمنه على بناء كنيسة في الموضع التي اكتشفت فيه الملكة هيلانة صليب السيد المسيح، وحمله مسئولية التصميم واختيار العمال والأدوات، وقد عاش القديس حتى أتمَّ بناء الكاتدرائية التي تعهدها. نعلم من شهادة القديس أثناسيوس عنه أن مكاريوس كان رجلًا مخلصًا ومستقيمًا مملوءً من الروح الرسولي الحقيقي، وقد خلف الأسقف هرمون Hermon سنة 314 م. على كرسي أورشليم في الوقت الذي بدأت بدعة أريوس تهدد فيه الكنيسة. ونعلم من شهادة القديس أثناسيوس الرسولي أيضًا أنه قد أثبت أنه بطل من أبطال الإيمان وكان على رأس الأساقفة الفلسطينيين الذين حضروا مجمع نيقية. بحسب التقليد فإن مكاريوس لم يحضر فقط اكتشاف الصليب المجيد بل أنه ساعد فعلًا في اكتشافه. فحين قاموا بالحفريات واكتشفوا الثلاثة صلبان ولم يستطيعوا تمييز صليب السيد المسيح من بينها، كان في أورشليم امرأة مريضة على فراش الموت وكان مكاريوس أسقف المدينة وقتها، وحين رأى الملكة هيلانة والآخرين واقفين بجانبه قال لهم: "احضروا الصلبان الثلاثة والرب سوف يكشف لنا صليبه". دخل إلى المرأة المريضة وركع مصليًا: "إلهي الذي من خلال ابنك ألهمت قلوب عبيدك لاكتشاف الخشبة المقدسة التي بها خلاصنا، أرنا أيهم هو صليبك الذي به خلصت عبيدك، فحين يلمس هذه المرأة أعطها الشفاء وأنقذها من الموت". حين أنهى صلاته لمسها بالصليب الأول ولكن شيئًا لم يحدث، فلمسها بالثاني وأيضًا لم يحدث شئ، وأخيرًا حين لمسها بالثالث استعادت قوتها. بناء كنيسة الصليب المقدس:
في الحال وبدأت تمجد الله وأخذت تجري في البيت بمنتهى القوة أكثر من ذي قبل. وحين تحققت الملكة من الصليب أمرت ببناء كنيسة عظيمة في المكان الذي وجدت فيه الصلبان، وانتهى بنائها يوم 13 سبتمبر سنة 335 م.، وهي نفس السنة التي تنيح فيها القديس مكاريوس بعد أن أشرف على بناء الكنيسة حتى النهاية.العيد يوم 10 مارس.