|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ ظَلاَمَ وَلاَ ظِلَّ مَوْتٍ، حَيْثُ تَخْتَفِي عُمَّالُ الإِثْمِ [22]. عادة يود المجرم أن يختفي عن الأنظار. يقول أليهو إنه لا يوجد هنا كهف مظلم يختفي فيه الأشرار من عيني الله، وليس في العالم الآخر ظلمة عميقة يهربون إليها من وجهه. يمكن للإنسان أن يختفي من وجهه الإنسان أخيه حتى لا ينفضح أمره، أما بالنسبة لله، فكل شيءٍ مكشوف سواء في هذا العالم أو في يوم الرب العظيم. توجد عين خفية ترى الأشرار، ويد قوية تسحبهم للجزاء. "ظل الموت" يشير إلى الظلمة الكثيفة (عا 9: 2-3؛ مز 139: 12). * ماذا يعني بالظلام إلا الجهل، وبظل الموت إلا النسيان. فيُقال عن جهل أشخاص معينين: "إذ هم مظلمو الفكر" (أف 4: 18). مرة أخرى عن النسيان الذي يحل بنا عند الموت قيل: "في ذلك اليوم تهلك كل أفكاره" (مز 146: 4). فكل ما يفكر فيه أثناء حياته يُسلم إلى النسيان بالموت، النسيان هو نوع من ظل الموت، فكما أن حلول الموت يضع نهاية لأعمال الحياة، هكذا حلول النسيان يحطم ما في الذاكرة... لا يختفي أحد من دينونة (الله)، لهذا يستحيل بالنسبة له ألا يرى ما نحن نفعله، أو ينسى ما يراه... إنها سمة الطبيعة الإلهية وحدها ألا تعاني من ظلال الجهل أو التغيير... إذ لا يتغير النور الأبدي في إشراقه الذي هو الله نفسه، يرى بنظرةٍ ثاقبةٍ، ولا يجهل ما هو مخفي، إذ يخترق كل الأشياء، ولا ينسى ما يخترقه إذ هو غير متغير... عندما نظن أننا لا نُرى، نحفظ أعيننا مغلقة أمام نور الشمس، بمعنى نحجبه عنا، ولا نحجب أنفسنا عنه. البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|