يرى البعض أن أيوب لم يجب على تساؤل أليهو استخفافًا به كشابٍ صغيرٍ، خاصة وأنه سبق فأجاب على أسئلة الأصدقاء الشيوخ علانية. ولعل أيوب لم يجبه خشية أن تنهال عليه الأسئلة من كل الحاضرين. وإذ صمت أيوب، تحول أليهو بوجهه إلى جمهور الحاضرين، من بينهم الأصدقاء الثلاثة، وربما في شيءٍ من التهكم، أو لكسبهم دعاهم رجال تمييز وحكماء وفاهمين [2-4، 34-37].
عالج أليهو مشكلة تبرير أيوب نفسه أمام الله، موضحًا له أنه لا يتكلم مع ملكٍ أو أميرٍ بل مع الله العارف بكل شيءٍ، الذي لن يخطئ الحكم. اقترح على أيوب ممارسة التوبة في تواضعٍ وندامةٍ [31-32].
أراد أليهو أن يرد على أخطائه من جهة نظرته نحو الله أنه قد سمح له بالآلام ظلمًا، بتأكيد أن عدل الله لا جدال فيه (10-12، 17، 19، 23)؛ وإنه صاحب السلطان المطلق (13-15)؛ والقدير في قوته (20، 24)؛ والعالم بكل شيء (21، 22، 25)؛ والحازم مع الخطاة العاصين لأجل توبتهم (26-28)، أما عنايته الإلهية ففائقة (29-30).
أخيرًا خُتم الأصحاح باستعراض كيف يليق بأيوب الحديث مع الله (31-32)، تاركًا الأمر لضميره (33-37).