|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هوذا مسكن الله ! ما أحلى مساكنك يا رب الجنود، تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب ( مز 84: 1 ) إن الكثير من الكلمات التي تعوَّدنا استخدامها، فقدت قوة معناها، ومع أنها تكون قد تركت في الآخرين تأثيرًا عميقًا. ولنتخذ مثالاً لذلك، يوحنا3: 16 «هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد». فقد كان لها التأثير العظيم على نفوسنا، عندما سمعناها لأول مرة. وهكذا مع بقية آيات الكتاب الثمينة. وعندما نسمع لأول مرة، تلك الكلمات «ما أحلى مساكنك يا رب الجنود!»، ألا تترك فينا سرورًا عظيمًا، خاصة إذا فهمنا معناها؟! وأي تأثير بالغ يتركه فينا هذا الحق: أن الله يريدنا أن نسكن معه في مسكنه!! نعلم أنه يسكن معنا الآن، ولكن حتى الآن لم نسكن نحن معه في مسكنه. إنه لم يسكن قبلاً مع آدم، فإننا نقرأ أن الله هيأ مكانًا لسُكنى الإنسان «وغرس الرب الإله جنة عدن شرقًا، ووضع هناك آدم الذي جبله» ( تك 2: 8 ). وكان الله يأتي لزيارته، لكنه لم يسكن معه. ولأول مرة نقرأ عن الله نازلاً إليه «وسمعا صوت الرب ماشيًا في الجنة» ( تك 3: 8 ) ثم يكلمه: «آدم.. أين أنت؟». فالجنة في الأرض لم تكن مكانًا لسُكنى الله. لكننا نقرأ في الرؤيا «هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم» ( رؤ 21: 3 ) وأيضًا أن "الخروف هو هيكلها وسراجها" ( رؤ 21: 22 ، 23). فالقلب الذي وجد الله، يتوق ليسكن معه. هذه كانت رغبة التلاميذ على جبل التجلي، فطلبوا ثلاث مظال، لكنهم لم يحتملوا فكرة رحيل المسيح عنهم. أرادوا أن يحتفظوا به، لكنه لم يبقَ، بل ترك لهم ولنا هذه الكلمات «لا تضطرب قلوبكم .. في بيت أبي منازل كثيرة ... أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا ... آتي وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» (يو14). إنه شيء جديد لم نسمع عنه من قبل، ويحمل لنا بركة عُظمى، فالإنسان سيسكن مع الله في مسكنه. والرب يسوع لم يستطع أن يبقى هنا مع تلاميذه الأعزاء، فالأرض قد تدنست. ولكنه سيأخذ خاصته إليه، إلى مكان القداسة. وشعبه سيسكن معه «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني، يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي» (يو17). أما الآن، فكل الذين يسكنون هناك، فعليهم أن يتصفوا بالطابع الأدبي للبيت، وأن تتناسب ميولهم ومسراتهم وطبيعتهم مع هذا المسكن. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|