هُوَذَا بَطْنِي كَخَمْرٍ لَمْ تُفْتَحْ. كَالزِّقَاقِ الْجَدِيدَةِ يَكَادُ يَنْشَقُّ [19].
إذ قدم أليهو عذرًا أنه يتكلم في حضرة الشيوخ دخل في مناجاة مع نفسه، بأنه قد امتلأ داخله بغيرةٍ متقدةٍ، حتى كادت نفسه تنفجر كالزقاق الجديد المملوء خمرًا، أو كمنفاخٍ حدٌَاد مملوء هواءً. في مناجاته يعلن أنه لا يحابي أحدًا، ولا يتملق إنسانًا!
جاءت أحاديث أليهو ليس كمن يطلب إجابة على تساؤلات أو على اتهامات، وإنما كمن ينظر إلى المشكلة بنظرة عامة، ليهيئ الطريق للحوار بين الله وأيوب.
يمكننا تفسير كلمات أليهو رمزيًا، فالبطن تشير إلى أعماق القلب، والخمر الجديدة إلى الروح، كقول السيد المسيح أن تُوضع خمر جديدة في زقاقٍ جديدٍ (مت 17:9). فإذ امتلأ التلاميذ بالروح القدس الذي حلّ عليهم في يوم الخمسين، صاروا كزقاقٍ جديدٍ مملوءة خمرًا جديدة، فانطلقت ألسنتهم تنطق حسب الروح. وإذ لم يدرك اليهود الحق الإلهي اتهموا التلاميذ أنهم مملؤون سلافة كسكرى (أع 4:2).