أمام كلهذه العلاقة الوثيقة، والصداقة العميقة، اختلج قلب السيد المسيح في أسى، وهو ينظر إلى خيانة التلميذ الذي باعه بثلاثين من الفضة.. بأبخس ثمن يمكن أن يُباع به إنسان.
وهنا نتذكر كلمات داود النبي في المزمور التي كتبها بروح النبوة يصف بها مشاعر وأفكار مخلصنا الصالح وهو يواجه هذا الموقف المؤلم:
"لأنه ليس عدوٌّ يعيِّرني فأحتمل، ليس مبغضي تعظّم علىّ فأختبئ منه. بل أنت إنسان عديلي إلفي وصديقي. الذي معه كانت تحلو لنا العشرة. إلى بيت الله كنا نذهب في الجمهور.. ألقى يديه على مسالميه. نقض عهده. أنعم من الزبدة فمه وقلبه قتال. ألين من الزيت كلماته وهى سيوف مسلولة" (مز55: 12-14، 20، 21).