* يقول إرميا: "لأن الموت طلع إلى كوانا، ودخل قصورنا" (إر 9: 21). يحدث هذا عندما تدخل الشهوة خلال حواس الجسم، تدخل إلى مسكن العقل. على خلاف هذا يتحدث إشعياء عن الأبرار: "من هم الطائرون كسحابْ، وكالحمام من نوافذهم؟" (إش 60: 8)، إذ يُقال عن الأبرار إنهم يطيرون كالسحاب، لأنهم يرتفعون فوق أدناس الأرض... لكي يحفظ أيوب أفكار القلب بالعفة "قطع عهدًا مع عينيه" لئلا يرى بدون حذرٍ ما يحبه...
ما كان لحواء أن تلمس الشجرة الممنوعة لو لم تنظر إليها أولًا بغير احتراس، كما هو مكتوب: "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت" (تك3: 6). لهذا يلزمنا نحن الذين نحيا حياة قابلة للموت أن نضع ضبطًا عظيمًا لنحد نظرنا نحو الأمور الممنوعة، إذ كانت أم كل حي (حواء) جاءت إلى الموت خلال العينين. يقول النبي أيضًا: "عيني تسلب قلبي" (راجع مراثي 3: 51)... قال ربنا: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزنِ. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى في قلبه" (مت 5: 27-28)