|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ كُنْتُ مَنَعْتُ الْمَسَاكِينَ عَنْ مُرَادِهِمْ، أَوْ أَفْنَيْتُ عَيْنَيِ الأَرْمَلَةِ [16]. آمن أيوب بالخالق الذي يخلق كل البشر في أحشاء أمهاتهم بلا تمييز، هو الذي يَّشكل كل جنين، دون محاباة بين طبقة اجتماعية وأخرى. سمح الله لأيوب البار أن يدخل في هذه الضيقة الشديدة وإن يعاتب الله علانية لكي تتعلم الأجيال كلها كيف وُجد أبرار حتى في عصر ما قبل الناموس سموا بالإيمان الحيّ خلال الناموس الطبيعي فوق كثير ممن عاشوا في ظل الناموس الموسوي، بل وحتى في عهد النعمة. عاش حرًا، لا يستعبد نفسه لممارسة الظلم أو القسوة. يشتهي أن يقدم للمساكين كل احتياجاتهم وكل ما يشتهونه، مهما كلفه الأمر. لا يسمح لأرملة أن تتوسل بدموعها، إنما يُسرع بالعطاء للجميع ما استطاع! * "لم يحرم المساكين من كل مرادهم، ولا جعلت عين أرملة تبحث عن شيء" [16]. أرأيتم كيف كان يتحاشى العجرفة، سالكًا في اعتدال، بكونه طبيبًا للجميع، ميناءً عامًا، وملجأ مشتركًا لجميع الذين في ضيقٍ. يقول: "كل مرادهم". هذا لا يعني أن يقول نعم لهذا الاحتياج، ولا لذاك، بل لا يحرمهم من كل احتياجٍ دون تمييز، حتى وإن كان محفوفًا بالمخاطر، وكثير التكلفة. لاحظوا أنه قد أعان من لا يتوقع منهم شيئًا: الأرامل والأيتام والذين بلا عون. لم يكن منشغلًا بالافتخار والمجد، بل يعطي من أجل الله. القديس يوحنا الذهبي الفم البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|