|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما أعظم السخرية التي سمعها المسيح على الصليب. سخروا أولاً على ما حرّفوه من كلامه عن نقض الهيكل وبنائه في ثلاثة أيام، وثانياً على قوله إنه ابن اللّه، وثالثاً أنه جعل ذاته مخلِّص البشر، ورابعاً أنه ادَّعى بأنه المسيحُ مختار اللّه، وخامساً أنه يدَّعي بأنه يتكل تماماً على اللّه، وسادساً لأنه لما سأله بيلاطس: "أأنت ملك اليهود؟" أجاب بالإيجاب. حسب أفكارهم السطحية كان الصليبُ تكذيباً كافياً لكل هذه البنود الستة، فطالبوا المسيحَ أن يخلِّص ذاته من الصليب ليؤمنوا به مخلصاً للآخرين، مع أن تخليصه نفسه من الصليب - وهو قادر على ذلك - يوقع البشر جميعاً في يأس الهلاك الأبدي. لكن هذا الاستهزاء كان تحقيقاً للنبوات التي منها: "كُلُّ الَّذِينَ يَرُونَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي. يَفْغَرُونَ الشِّفَاهَ وَيُنْغِضُونَ الرَّأْسَ قَائِلِينَ: "اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ. لِيُنْقِذْهُ لِأَنَّهُ سُرَّ بِهِ" (مزمور 22:7 ، 8). وانضم العسكر الروماني، ومعهم اللصين إلى صفوف المستهزئين. فقدَّم له العسكر خلاً للشرْب بدلاً من الخمر الذي يُقدَّم للملاك، قائلين: "إنْ كنتَ أنت ملك اليهود فخلِّصْ نفسك". وأما استهزاء اللصين فيُعذَر أكثر من غيره، لأن تعذيبهما هيَّج الشر في قلبيهما، ولأنهما يفكران أن يحمِّسا هذا القدير ليخلِّص ذاته إنْ أمكن، فيخلصْهما معه، وصدقَتَ بكلامهما نبوةٌ أخرى هي: "تَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ" (مزمور 69:9). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|