|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رَسَمَ حَدًّا عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ، عِنْدَ اتِّصَالِ النُّورِ بِالظُّلْمَةِ [10]. يتطلع أيوب إلى البحار الضخمة فيرى الأنهار تنصب فيها ومع هذا لا تزيد مياهه فيطغى على الأرض، إنما تقف الرمال وهي حبات صغيرة كحاجزٍ تصده. هكذا وهب الله البحار أن تحترم الأرض فلا تطغى بمياهها على الأرض. إن كانت مياه البحار تعرف حدودها فلا تتجاوزها، يليق بالشعوب والأمم (المياه الكثيرة) أن تحترم الغير، فلا تطغى أمة على أمةٍ، ولا إنسان على إنسانٍ. *بخصوص البحر، فإن كنت لا أدهش من عظمته، يلزمني أن أدهش من نبله: ما الذي يحده؟ كيف يرتفع ويهدأ حتى النهاية كمن يحترم جاره "الأرض"؟ كيف يتقبل فيه كل الأنهار، ويبقى كما هو بالرغم من فيض كيانه الضخم إن صح التعبير...؟ كيف يكون حدٌَه بعنصر مثل الرمل وحده...؟ "رسم حدًا على وجه المياه بوصيته" (أي 10:26 LXX). القديس غريغوريوس النزينزي إن كنا نفهم بالنور الأبرار، وبالظلمة الخطاة، يقول بولس: "أنتم الذين كنتم قبلًا ظلمة والآن نور" (أف 8:5)، فليس ما يمنع أن نفهم بأن المعرفة الكاملة للأبدية لا تُوهب لأحدٍ حتى تنتهي مسيرة الأبرار ومسيرة الأشرار. البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|