|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رؤى القديسة فوستينا خلال زمن عيد الميلاد سنة 1934 341- 5 تشرين الثاني 1934. ذات صباح كان واجبي أن أفتح بوّابة المدخل كي يخرج منها موزّعو المأكولات المطهيّة. دخلت الكنيسة الصغيرة لأزور يسوع دقيقة واحدة ولأجدّد مقاصد النهار «اليوم، يا يسوع، أقدّم لك آلامي وتضحياتي وصلواتي على نية الأب الأقدس كي يوافق على عيد الرحمة. لكن، يا يسوع، لي كلمة واحدة أخرى أقولها لك أتعجب كثيرًا يا يسوع، كيف أنك تأمرني أن أتحدّث عن عيد الرحمة، بينما يقال إن هناك عيد شبيه به فلماذا التحدث عنه؟». قال لي حينئذ يسوع: «ومن يعرف شيئًا عن هذا العيد؟ لا أحد. حتى الآن الذين عليهم أن يعلنوا رحمتي ويعلونها للشعب لا يعرفون هم أنفسهم شيئًا عنه، لذا أريد أن تبارك الصورة باحتفال في الأحد الأول بعيد الفصح، وأريد أن تُوَقّر علنًا كي تتمكن كل نفس من معرفته… أصنعي تساعيّة على نيّة الأب الأقدس، ويجب أن تتضمّن ثلاثة وثلاثين عملًا، أي تكرار عدد مرات الصلاة الوجيزة – التي علّمتك اياها – للرحمة الإلهية». 342- إن الألم هو أغنى كنز في الأرض. فهو يطهّر النفس. وندرك بالألم من هو صديقنا الحقيقي. 343- يقاس الحبّ الحقيقي بميزان الألم. أشكرك يا يسوع على الصّلبان اليوميّة الصغيرة، على المعاكسات في تصرّفاتي، على صعوبة الحياة الجماعيّة، على سوء فهم نواياي، على التحقير على أيدي الآخرين، على الطريقة القاسية التي نُعامل بها، على الظنون الباطلة، على الصحة الضعيفة وفقدان القوّة، على التخلّي عن ذاتي، على موتي على ذاتي، على عدم التقدير في كل شيء وعلى عرقلة مخططاتي. أشكرك يا يسوع على العذاب الداخلي على جفاف الروح، على الرعب والخوف والتردّد على ظلمة ليلي الداخلي وعمقه، على الإغواءات والتجارب القاسية المختلفة، على الألم الذي يصعب وصفه، لاسيّما ذلك لا يفهمه أحدٌ، على ساعة الموت وصراعها الشرس وكل مرارتها. أشكرك يا يسوع، انت الذي شربت أولًا كأس المرارة قبل أن تعطيني إياه بشكل أكثر طراوة. أضع شفتي على كأس إرادتك المقدسة. فليصنع كل شيء وفقًا لمسرّتك. وليكملْ فيّ كلّ ما أمرت به حكمتك منذ الأجيال أريد أن أشرب الكأس حتى الثمالة، دون أن أحاول معرفة السبب. في المرارة سعادتي، وفي الضعف ثقتي. بك يا الله كل شيء هو حسن وهبة من قلبك الأبويّ. لا أفضّل التعزية على المرارة ولا المرارة على التعزية لكن أشكرك يا يسوع على كل شيء، أنني أسعد في تركيز نظري إليك أيها الإله غير مدرك، تستقرّ روحي في تلك الأماكن السرية وهناك أجد بيتي أعرف جيدًا مكان عريسي. أشعر أنه لا يوجد نقطة واحدة من دمي لا تلتهب حبًا لك. أيها الجمال غير مخلوق، كل من تعرّف عليك مرة لا يستطيع أن يحبّ أي شيء آخر. أستطيع أن أشعرب بلجّة نفسي ولا شيء يلمؤها سوى الله وحده. أشعر أنني غريقة فيه كحبّة رمل في أعماق المحيط النائي. 344- ذات مساء دخلتُ غرفتي، رأيت الرب يسوع معروضًا في حقّ القربان. في الأجواء الطلقة، كما يبدو. على أقدام يسوع رأيت معرّفي ووراءه عدد كبير من أعلى رؤساء الإكليروس درجة، يرتدون ثيابًا كهنوتية لم يسبق أن رايت مثلها إلا في هذه الرؤية. وراءهم جماعات اكليريكية من مختلف الرهبانات. وفيما بعد، رأيت جمهوراً غفيرًا يمتدّ إلى بعد من رؤيتي رأيت الشعاعين منبثقَين من البرشانة، كما في الصورة، متقاربين ولكن غير مختلطين ومرًّا من خلال يدَيْ المعرّف، ثم من خلال أيْدي الإكليروس ومنها إلى الشعب ثم عاد إلى البرشانة… حينئذ وجدت نفسي مجدّدًا في الغرفة التي دخلتها منذ حين. 345- 22 كانون الأول 1934. عندما يكون باستطاعتي أن أذهب إلى الإعتراف خلال أيام الأسبوع يصادف ذهابي وقت يحتفل معرّفي بالذبيحة الإلهية. في القسم الثالث من القدّاس رأيت الطفل يسوع أصغر ممّا كنتُ أراه ومع هذا الفارق أنه كان يرتدي ثوبًا بنفسجيًا بينما هو عادة يرتدي ثوبًا أبيض. 346- 24 كانون الأول 1934. عشية عيد الميلاد . في قدّاس الصباح شعرتُ بقرب الله منّي. غرقت روحي بالله رغم أنني كدتُ لا أعي ذلك. سمعتُ فجأة هذه الكلمات: «أنتِ مقرّي المملوء سعادة، تطمئنّ روحي إليكِ». بعد هذه الكلمات شعرتُ بالرب ينظر داخل أعماق قلبي. إذا رأيت تعاستي، تواضعت بالروح ودهشتُ لعظمة رحمة الله، فالرب الكلّي سموّه يقترب مني تعاسة كهذه… ملأ الفرح نفسي وقت المناولة المقدّسة. شعرتُ أنني متّحدة إتحادًا وثيقًا بالألوهية. فقدرته لفّت كل كياني. وطيلة النهار شعرتُ بقرب الله منّي بشكل خاص. ورغم أنّ واجباتي حالا دون ذهابي إلى الكنيسة طيلة النهار ولو لوقت قصير، فلم تمض برهة لم أكن فيها متّحدة بالله. شعرتُ بوجوده داخلي بوضوح لم يسبق له مثيل. بينما كنتُ أحيّي العذراء دون انقطاع وألج في روحها، توسّلت إليها أن تعلّمني الحبّ الحقيقي. سمعت حينئذ هذه الكلمات: «سأشاركك في سرّ سعادتي هذه الليلة وقت القدّاس». تعشّينا قبل الساعة السادسة. رغم كل الفرح والضجة الخارجية التي رافقت تقاسم الحلويات وتبادل الأمنيات الطيبة لم أترك برهة تضيع دون أن أشعر بحضور الله فيّ. أسرعنا بعد العشاء لإتمام عملنا وعند الساعة التاسعة استطعت أن أذهب إلى الكنيسة للعبادة. قد سُمِحَ لي أن أسهر وأنتظر قدّاس نصف الليل. كنتُ سعيدة بالوقت الحر بين الساعة التاسعة ونصف الليل. من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة قدّمت عبادتي من أجل أهلي وكل العائلة. ومن العاشرة إلى الحادية عشر قدّمتها على نية مرشدي الروحي شاكرة الله أولًا على إعطائه لي هذه المساعدة الكبيرة المنظورة هنا على الأرض، كما سبق ووعدني. وسألت الله أيضًا أن يهبني النور اللازم لمعرفة نفسي وللسير حسب ما يرضيه. ومن الساعة الحادية عشر حتى منتصف الليل صلّيت من أجل الكنيسة المقدّسة ومن أجل الأكليروس، من أجل الخطاة ومن أجل الرسالات ومن أجل ديرنا. وقدّمت الغفرانات من أجل نفوس المطهر. 347- قداس نصف الليل. منذ بدء القدّاس شعرتُ بخشوع داخليّ عميق ملأ الفرح قلبي. طيلة صلاة التقدمة رأيت يسوع على المذبح بجمال لا مثيل له. وكان يسوع طوال الوقت ينظر إلى كل واحد باسطًا يديه الصغيرتيْن. وعند رفع القرابين لم ينظر يسوع نحو الكنيسة بل نحو السماء وبعد رفع القرابين عاد ينظر إلينا ولكن لوقت قصير. لكنّ الكاهن كسره وتناوله كالمعتاد. لم يعد رداؤه أبيض. ورأيت الشيء ذاته في اليوم الثاني والثالث. يصعب عليّ أن أصف إبتهاج نفسي وكانت الرؤية تتجدّد في كل من القداسات الثلاثة كما كانت في المرة الأولى. 348- الخميس الأول بعد الميلاد. نسيت تمامًا أنه كان يوم خميس لذا لم أتلُ عبادتي. في الساعة التاسعة ذهبت مع الراهبات كلّ الى غرفة نومها. ولكن لم أستطيع للنوم سبيلًا وبدا وكأنني لم أتمّم بعد شيئًا من واجباتي. إستعدتُ كلّها في ذهني فلم أتذكر شيئًا. بقيت حتى الساعة العاشرة على هذا الحال. في الساعة العاشرة رأيت وجه يسوع كئيبًا وقال لي هذه الكلمات: «كنت أنتظرك لأشاطرك آلامي فمن يستطيع أن يستوعب آلامي أفضل من عروسي؟». طلبت المغفرة من يسوع عن برودتي. خجلت ولم أجرؤ أن أنظر إلى الرب يسوع ولكن سألته بقلب منسحق أن يعطيني شوكة من إكليله. أجابني أنه سيهبني هذه النعمة. ولكن ليس قبل يوم غد وفجأة اختفت الرؤيا. 349- في الصباح وقت التأمّل، شعرتُ بشوكة مؤلمة في جنب رأسي الشمالي، ولم يغادرني الألم طيلة النهار بكامله. كنتُ أتأمّل، وبدون انقطاع، كيف استطاع يسوع أن يتحمّل الآلام المتأتيّة من مجموعة أشواك ضُفِر منها إكليلية. ضمّنتُ آلامي إلى آلام يسوع وقدّمتها من أجل الخطأة. في الساعة الرابعة بينما كنتُ قادمة إلى عبادة رأيتُ إحدى الراهبات العاملات تغيظُ الله جدًا بخطايا أفكار سيئة. ورأيت شخصًا آخر تسبب لها بهذه الخطايا. اعترى الخوف نفسي وسألت الله، إكرامًا لآلام يسوع، أن ينتزعها من هذه التعاسة الرهيبة. 350- أجاب يسوع أنه سيهبها هذه النعمة، لا لأجلها بل نزولًا عند طلبي. فهمت الآن كم يجب علينا أن نصلّي من اجل الخطأة ولا سيّما العاملات معنا. حياتنا هي بالحقيقة رسوليّة. لا أستطيع أن أتصوّر راهبة عائشة في بيتنا أي في جماعتنا دون أن يكون لها روح رسولية. يجب أن تلهب الغيرةُ على خلاص النفوس قلوبنا… 351- يا إلهي كم هو عذب التألُّم من أجلك، بالألم يسترجع القلب قواه بسرّ وكتمان عميقين ليحترق كذبيحة غير مُعلَنَة، نقية كالبلور، دون تعزية أو مؤاساة. يلتهب قلبي بحبّ متأجج. لا أضيع الوقت في الأحلام. أمضي كل برهة من وقتي بمفردها كما تأتي، هذا ما أستطيعه. لا الماضي هو ملكي ولا المستقبل لي. أحاول، بكل نفسي، أن أستغلّ الوقت الحاضر. 4 كانون الثاني الفصل الأول من الأم بورجيا. 352- في مجلس الراهبات ألحّت الأم [بورجيو] على حياة الإيمان والأمانة في الأمور الصغيرة. وفي منتصف المجلس سمعتُ هذه الكلمات: «أتمنّى أن يكون لديكنّ كلكنّ الإيمان في الوقت الحاضر. ما أعظم فرحي بأمانة عروستي في أصغر الأمور». ثم نظرتُ نحو الصليب ورأيت رأس يسوع يتّجه نحو غرفة الطعام وشفتاه تتحركان. ولمّا أخبرتُ الأم الرئيسة بذلك أجابت: «أنظري يا أختي، كيف أن يسوع يطلب أن تكون حياتنا حياة إيمان. 353- لما غادرتُ الكنيسة وبقيتُ لأرتّب الغرفة سمعتُ هذه الكلمات: «قولي إلى جميع الراهبات إنني أطلب منهنّ أن يعشن بروح الإيمان نحو الرئيسات في الوقت الحاضر». وتوسلتُ إلى معرّفي أن يعفيني من هذه المهمّة. 354- بينما كنتُ أتحدث إلى أحد الأشخاص الذي كان عليه أن يرسم الصورة ولكن، لسبب ما، لم يرسمها، سمعتُ هذا الصوت في نفسي : «أريدها أكثر طاعة». فهمت أن جهودنا، مهما كانت جبّارة، لا تحسن لدى الله إن لم تحمل طابع الطاعة، أعني بذلك شخصًا مكرّسًا. يا إلهي! كم هي سهلة معرفة ارادتك في الدير. نحن الراهبات نرى ارادة الله مرسومة أمام اعيننا بوضوح من الصباح وحتى المساء وفي أوقات الشك، لنا رئيستنا، والله يحدّثنا من خلالهن. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|