|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ عِنْدَ اللهِ؟ فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ عِنْدَ اللهِ، وَكَيْفَ يَزْكُو مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ؟ [4] مهما سما برّ الإنسان وقداسته، لا يقارن بسمو برّ الله وقداسته (مز 89:6). وإذا ما دخل الإنسان في محاكمة مع الله، يتبرر الله ويُدان الإنسان، وكما يقول المرتل: "لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر قدامك حي" (مز 143: 2). ليس من خطأ في أحكام الله، ولا من يقدر أن يعترض عليها أو يستأنفها. *"هل يمكن لإنسانٍ أن يتبرر متى قورن بالله؟ أو هل يمكن أن يُوجد مولود امرأة طاهر؟" [4] هذه العبارة سبق أن نطق بها الطوباوي أيوب... حيث أن كل إنسانٍ هو بار خلال الاستنارة بالله، لا بالمقارنة مع الله. فإن برّ الإنسان متى قورن بالخالق لا يُحسب برًا، فإنه حتى إن تمسٌك الإنسان بحاله في الخلقة، لا تقدر الخليقة أن تتساوي مع الخالق. على أي الأحوال، صار هذا المخلوق يحمل أحمالًا ثقيلة، ولعجزه تراكمت عليه الخطية، هذه التي جلبتها الحية فيه بالخداع، وبرهنت المرأة عن ضعفها بما فيه الكفاية. الآن إذ يُولد الإنسان عن طريق امرأة خاضعة للخطية، ورث ضعف الخطية الأولى بالتناسل، ليس لأن فرع الجنس البشري قد فسد في الأصل، ولم ينل الحيوية الخاصة بخلقته، لذلك بحق يُقال الآن: "هل يمكن للإنسانٍ أن يتبرر، وهو مولود امرأة؟" كأنه يقول بوضوح: ليته لا يفكر إنسان بكبرياءٍ ضد خالقه، ليتأمل من أين جاء إلى هذا الموضع، ويفهم ما هو عليه. لكن لتلاحظوا أنه يوجد أولئك الذين نالوا عونًا بعطية الروح ضد وهن جسدهم، فبنوا أنفسهم، وأشرقوا في الفضائل. نعم! يشرقون في آياتٍ عجيبةٍ مدهشةٍ. ومع ذلك لا يوجد إنسان ما يعبر الحياة بدون خطية، مادام يحمل الجسد الفاسد. البابا غريغوريوس (الكبير) * "إنك تتبرر في أقوالك، وتغلب إذا حوكمت" (مز 51: 4). أنت تغلب كل البشر، كل القضاة؛ فمن يظن في نفسه أنه بار أمامك فهو غير بار. أنت وحدك تحكم بعدلٍ، وبغير عدلٍ تُحاكم... أنت تغلب كل البشر، لأنك أنت فوق كل البشر، وهم خلقوا بواسطتك. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|