فيقول Henri de Lubac في كتابه عن أوريجينوس:
[لا بُد للمرء أن يتقبل الإيمان بالله, بالروح الذي تعلمنا به الكنيسة. وأن لا يتصرف مثل الهراطقة الذين يبحثون في الكتاب لمجرد العثور على ما يؤكد مذاهبهم الخاصة. ترتفع بهم كبرياؤهم إلى "أعلى من أرز لبنان". سفسطتهم مليئة بالغش. لا فائدة من ادعائهم بأن لهم تقليد ينحدر إليهم من الرسل, فهم أساتذة في الخطأ.
ففي حين لا يشرد المسيحي المخلص أبدًا عن التقليد العظيم, فلتأكيد أكاذيبهم يرغبون في جعلنا نعبد "مسيحًا " قد اخترعوه في "قفر"، بينما مسيحنا الحقيقي يكشف عن ذاته "داخل البيت". هم يشوّهون تلك الأوعية الذهبية والفضية, التي هي النصوص المقدسة, ليصوغوها بما يتمشى مع أهوائهم. إنهم لصوص وزناة, يضعون أيديهم على الكلمات الإلهية بقصدٍ واحدٍ, وهو أن يشوهوها بتأويلاتهم المنحرفة. هم مزيفون, إذ قد صكّوامذاهبهم خارج الكنيسة. معلمين كذبة وأنبياء كذبة, يغزلون من بنات أفكارهم ما يقترحونه. إنهم الكذابون الذين تحدث عنهم حزقيال, الذين بتحايلهم المخادع, يطلون أصنامهم - التي هي عقائدهم الجوفاء - بالحلاوة لمن يستمع إليهم, لجعل انحرافهم أكثر تأكيدًا. جميعهم يدعون أن يسوع هو معلمهم ويعانقونه. ولكن قبلتهم هي قبلة يهوذا.]