|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَأَلْقَيْتَ التِّبْرَ عَلَى التُّرَابِ، وَذَهَبَ أُوفِيرَ بَيْنَ حَصَا الأَوْدِيَةِ [24]. يرى أليفاز أنه إذ يلتصق الإنسان بالله مصدر الخيرات يصير الإنسان غنيًا جدًا، فيصير التبر بالنسبة له في الكثرة كالتراب، أو يذخر الذهب عنده كالتراب، وتكون له فضة كثيرة. توهم أليفاز أن أيوب قد جمع ثروته بالظلم لذلك فقدها، أما إن التصق بالله، فيهبه خيرات وثروات لن يفقدها. ولعله لم يشر هنا إلى ثروة حيوانية وأرضٍ، بل إلى ذهبٍ وفضةٍ، لأن ما ناله قبلًا هو ثروة الفلاحين والرعاة، أما ما سيناله بالتصاقه بالرب فهو ثروة الملوك من تبر وفضة. مع كثرة التبر والذهب الأوفير، فإنه لا يضع هذه الكنوز في مخازن تحت حراسة مشددة، لأنه لا يخشى من فقدانها، ولا يضعها في حضنه، لأنها لا تشغل قلبه، بل يراها كالتراب والحصي لا تشغل فكره وقلبه. يمكن تفسير ذلك روحيًا بأن من يرجع إلى الله يُلقى بالتبر على التراب, لأنه يقتني الله، فيحسب كل شيءٍ نفاية من أجله, كما يُلقى بالذهب الخالص بين حصا الأودية، إذ لا يصير الذهب في عينيه ذا قيمة, بل أشبه بحجارة صغيرة وحصا يملأ الأودية لا ثمن له. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|