|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهلًا يا بُنيَّ رغم عظم هذا الكون وامتداده والذي لم تستطع قدرات البشر ولا الذكاء الخارق الذين يظنون أنهم يمتلكونه، ورغم وجود مليارات من الأشخاص على هذا الكوكب الصغير المنتمي لمجموعة شمسية متواضعة تحتضنها بهالة كروية، على قرص تتجمع فيه النجوم والكواكب و تربطه أذرعة حلزونية اسميتموها: درب التبانة والتي تحوي مئات البلايين من النجوم الأخرى والمختلفة. على فكرة أنا معجب بشغفكم في البحث والاستكشاف، مع أنه لو أبحرتم في الكتاب المقدس لرأيتم استكشافاتكم قبل أن تعرفوها، فقد قلت في سفر إشعيا40: 22(الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب) قبل أن يجاهر كوبرنيكس ويموت جاليليو بسبب اكتشافهم أن الأرض كروية وليست مسطحة، وماذكره أيوب في سفره 26: 7 ( يمد الشمال على الخلاء وعلق الأرض على لاشيء) كان قد سبق نيوتن عندما اكتشف قانون الجاذبية، وقد كتب إرميا قبل 600 عام من صناعة أول تلسكوب فلكي وظهور مئات الآلاف من المجرات تتكون منها ملايين النجوم في إرميا 33 : 22 (جند السموات لا يعد ورمل البحر لا يحصى) ولو أردت ذكر كل ماذُكر في كتابي عن معلومات وحقائق لن يسعنا الوقت في هذا اللقاء…. مع كل هذا العظم وهذا الحجم أنا أراك وأسمعك من بقعة الأرض الواقف عليها، وأتذكر ماغناه داوود في مزمور 66: 19 (لكن قد سمع الله. أصغى إلى صوت صلاتي)، أنت ابني الذي أحب، أنا أحببتك ونسجتك وأفرزتك لي. داوود عرفني وعرف محبتي وكان رجلاً حسب قلبي، هو من قال مزمور 129: 13-16 ( لأنك أنت اقتنيت كليتي، نسجتني في بطن أمي، أحمدك من اجل أني قد امتزت عجباً عجيبة هي اعمالك ونفسي تعرف ذلك يقيناً، لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء، ورقمت في أعماق الأرض، رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت، إذ لم يكن واحد منها). لست كالجندب كما وصف إشعيا (أظنه وصف حسب فكره المحدود واعتمد على مقارنة لحجم الإنسان مع عظمة حجم الأرض، لكنه أيضاً لم يُصب التوصيف)، لست جندباً في نظري، بل أنت عزيز قلبي كما شعر إشعيا وقال 43: 4 (إذ صرت عزيزاً في عينيّ مكرماً وأنا قد أحببتك….)، أنت من أحب وقد عرف هذا إرميا وردد 31: 3 ( تراءى لي الرب من بعيد: ” ومحبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة”). لذلك دعنا نتحدث حديث الأحبة المليء بالشوق والود وكذلك حديث من نضج وأصبح راشداً كما قلت لأيوب عندما أجبت دعواه 38: 3 (أشدد حقويك كرجل، فإني أسألك فتعلمني) ربما قد تقرأ من الاصحاح 38 حتى الاصحاح 42 الذي أجابني فيه أيوب من العدد 2 حتى 5 ( قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولايعسر عليك أمر، فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة؟، ولكني قد نطقت بما لم أفهم بعجائب فوقي لم أعرفها. اسمع الآن وأنا أتكلم أسألك فتعلمني. بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن قد رأتك عيني، لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد) سأجيبك أنا وسأنتظر ردك. أنا أعلم شعورك بأنك لاتنتمي لهذه الأرض، وهذا شعور حقيقي، وقد قلت هذا الكلام عندما كنت على الأرض وسجّله يوحنا في إنجيله 17: 16 ( ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم) وأعلم مقدار الخيبات والضيقات التي تتعرضون لها، وأيضاً قلت هذا وأنا ذاهب لأخوض آلام الصليب وحيداً كي آخذ عنك حمل الآثام وأتحمل عقاب خطاياك وذكره يوحنا أيضاً 16: 33 (قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم). وأحترم حالات الشك التي تمرّ بها من حين لآخر، فأنا من خلقك ويعرف جبلتك ويقدّر ضعفاتك، فأنا تعاملت مع شكوك توما والتلاميذ وأريتهم نفسي ببراهين كثيرة واحتملت غلاظة قلوبهم وسماحهم لنسمات الشك والإيمان الطفولي بمداعبة أفكارهم وقيادة دفات نفوسهم. أنت مهم لهذه الحياة، لاأريدك أن تشعر بهذا، أريد أن تتيقن وتضع مشاعرك على أساسات راسخة، على صخرة محبتي وفدائي وقيامتي، فمحبتي لك هي ما جعلني أخوض آلام الصلب ورهبة الموت، هي من ساعدني لأواجه الرفض من خليقتي التي أحبها ووضعت نفسي لأجلها، وقد أكّد يوحنا هذا في إنجيله وفي رسائله للكنيسة ففي رسالته الأولى 4: 10 (في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وارسل ابنه كفارة لخطايانا). أنت مهم لحقيقة واحدة: أنك ابني، أحببتك قبل تأسيس العالم، هذه المحبة الأبدية التي لاتستطيع أن تدركها بمحدوديتك البشرية، خلقت الكون بكل جماله وعظمته من أجلك، وأعددت لك خطة الفداء التي كلفت ابني الكثير من الآلام النفسية والجسدية لاستردك من ظلام الخطية والموت، وجعلت بصماتي في كل شيء حولك كإشارات لمحبتي واهتمامي ورعايتي، وأعددت لك الطريق وأعطيتك خارطة تريحك باقي أيام حياتك، فقد أخبرتك كثيراً: لاتخف ، وفي الكتاب المقدس هناك 365 كلمة لاتخف، وكأني أذكرك بها في كل يوم من أيام السنة، قلت لك ملياً: لاتهتم، ألق همومك عليّ، فأنا من سيعتني بك، لاتهتم بالغد فأنا ضامن مستقبلك وحياتك كلها، قلت لك: أنا الراعي الصالح، من سيرعاك ويقودك إلى الماء والخصب، قلت لك: تعال إلي إن كنت متعب وأحمالك ثقيلة وأنا من سيريحك……… قلت الكثير الكثير، لكني لاأعلم إن كنت لم تقرأ هذه الوعود، أو لم تصدقها، أو تتجاهلها لأنها فوق إدراكك البشري. نسماتي تهب في كل صباح وتلفك بمحبتي واهتمامي، وتقول لك: أنت ابني الحبيب الذي به سررت، أنا معك وحولك في كل مكان وفي كل لحظة تمر بحياتك لن تطوف مركبتك إن تركتني أقود دفتها وأن مرتاح في محبتي وواثق في رعايتي، ورجاؤك هذا سيكون كما قال كاتب العبرانيين 6: 19 ( الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة..)، فأنا من انتهر الريح وقال للبحر: اسكت، إبكم فسكنت الريح وصار هدوء عظيم. أطنان الخيبة لن تعطيك ولا ذرة أمل واحدة، الخيبة لاتولد سوى الخيبة، ومن رحم الثقة يولد الأمل عُد يابني، عُد واذكر من أين سقطت وتب، لاتترك محبتك الأولى، الحبل الذي يربطك بي والذي لن تستطيع العيش إن قطعته، فأنا الله وأنت مخلوق على صورتي ومثالي، وأنا من نفخ فيك نسمة الحياة وأنا من يستردها، فلا تخاف …. لاتخاف من موت أو عجز اوفقر، وكما قال داوود في مزموره31: 15( في يدك آجالي…)، واذكر ماقاله متى في إنجيله على لساني 6: 3(فلاتهتموا قائلين ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟ …..لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها، ولكن اطلبوا أولاً ملكوت السموات وبرّه وهذه كلها تزاد لكم) فأنا معك كل الأيام إلى انقضاء الدهر، فكن أنت معي، تمتع بعلاقتك معي كأب وابن، وعش نتائج غفراني لك وقوة حياة القيامة، وكن مستعداً لتسلك في الأعمال الصالحة التي أعددتها لك لتسلك فيها كما ذكر بولس في رسالة أفسس 2: 10 ( لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها). أحبك ابني |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|