|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَدَعَوا ثانِيَةً الرَّجُلَ الَّذي كانَ َأعْمى وقالوا له: ((مَجِّدِ الله، نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ هذا الرَّجُلَ خاطِئ)). تشير عبارة "مَجِّدِ الله" إلى دعوة للرجل الَأعْمى للقسم باسم الله بقول الحق، وهكذا يتمجَّد الله الذي يراه، وإلا فهو يُهين العزة الإلهية. وهذا ضرب من استحلاف الشاهد بالاعتراف بالحق خوفاً من الله، وأرادوا أن يتشبَّهوا بقول يشوع بن نون عندما حكم على عاكان بالرجم إذ طلب منه أولًا "يا وَلَدي، مَجِّدِ الرَّبَّ، إِلهَ إِسْرائيلَ واحمَدْه، وأَخبِرْني بِما فَعَلتَ ولا تَكتُمْني" (يشوع 7: 19)؛ والاستحلاف بهذا اللفظ مبني على اعتقاد أنَّ الله يتمجَّد بإظهار الحق، لأنه إله الصِدق والقوَّة والسُّلطان، وهو يجازي الصادقين ويعاقب الكاذبين. وهذا الطلب يدل هنا على ضغط الفِرِّيسيُّونَ على الرجل حتى يُعلن خطأه. ويُعلق القديس أوغسطينوس "ماذا يعني " مَجِّدِ الله "؟ في نظر الفِرِّيسيِّين هو اجحد ما قد نلته. فإن مثل هذا التصرف لا يُمجِّد الله، بل هو تجديف عليه ". أمَّا عبارة "نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ هذا الرَّجُلَ خاطِئ" فتشير إلى يسوع، المّرة الوحيدة في إنجيل يوحنا، انَّه رجل خاطئ، إذ تمَّ اتفاق المجلس انه يستحيل أنَّ الله يهب قوة الشِّفاء لمن يتعدّى الشَّرّيعَة (يوحنا 9: 16)، فإذاً الرجل الأعمى هو كاذب فعليه أن يعترف بكذبه. وهنا يظهر رياء اليَهود الذين في حضور المسيح لم يجسر أحد أن يتَّهمه لمَّا سألهم" مَن مِنكم يُثبِتُ عَليَّ خَطيئة؟" (يوحنا 8: 46)، لكن من وراء يسوع يقولون عنه "نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ هذا الرَّجُلَ خاطِئ "، ويعُلق القديس يوحنا الذهبي الفم ويسألهم "من أين عَرَفَتم أنه خاطئ؟". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|