|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فسأَلَه تَلاميذُه: ((رابِّي، مَن خطئ، أَهذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ َأعْمى؟)). تشير عبارة "رابِّي" Ῥαββί من العبرية רַבֵּנוּ (معناها سيدي) إلى لقب يحمل أسمى عبارات التقدير والاحترام بين اليَهود في مخاطبتهم معلماً دينياً يُركن إليه في المجال الدينيّ. في القرن الأول المسيحي صارت اللفظة لقبًا رسميًا لُقِّب به أعضاء السنهدريم (= المجلس الأعلى) الذين اعتُبروا خبراء في مجال الشَّرّيعَة اليَهوديّة. أمَّا عبارة " مَن خطئ، أَهذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ َأعْمى؟" فتشير إلى سؤالٍ كان موضوع بحث عند اليَهود واختلفت فيه آراء علمائهم، لكنهم اتفقوا على أن ينسبوا كل المصائب الأرضية إلى خطايا النَّاس (لوقا 13: 1-4)؛ فهناك ربط بين المَرَض والخَطيئَة: مما سبّب للرَّجل أن يصبح أَعْمى، لأنه ارتكب إساءة ما. ولا تزال طريقة التفكير هذه لم تختفِ تماما في ثقافاتنا حتى يومنا هذا. يحدث الكثير من الأمراض والكوارث بعالمنا، وفي اعتقاد البعض منَّا إنّه يتمَّ بسبب استحقاق البشر هذا كعقاب على أفعالهم؟ هذه وجهة نظرهم الخاطئة التّي تَحصر مُهمة الله بتحديد مَن يُعاقب ومَن يُكافئ. أمَّا عبارة "مَن خطئ" فتشير إلى استفسار التلاميذ عن عِلَّة ميلاد الرجل َأعْمى، لانَّ معلمي اليَهود يرون أنه توجد علاقة بين الخَطيئَة والمَرَض، كما جاء في المَزامير" جُروحي أَنتَنَت وقاحَت مِن جَرَّاءِ حَماقتَيْ "(مزمور 38: 6)، كما هناك علاقة بين الخَطيئَة والمَوت أيضا؛ فهناك قول مأثور للرَّبَّانيين "ليس موت بدون خطيئة، ولا ألم بدون شر"؛ وقد حاول الرَّبَّانيون تبرير ذلك بما ورد في تعليم حزقيال النبي "النَّفْسُ الَّتي تَخطَأُ هي تَموت" (حزقيال 18: 20)، وهذا الأمر يُوضِّح ما قاله التلاميذ الذي لم يكن من وحي خيالهم، بل كان تعليمًا راسخًا في أذهان الكثير من اليَهود. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|