|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "كل ظلمة مختبئة في أماكنه السرية" [26]... يقال: إن كل "ظلمة مختبئة في أماكنه السرية"، وذلك لأنه لا يستعرض كل شروره التي فيه، لكنه ينبغي أن يحل بها جميعًا على زملائه في الخليقة. "تأكله نار لم تُشعل"، هذه الكلمات القليلة تعلن عن نار جهنم بطريقة غاية في الدهشة. فالنار المادية لكي تصير نارًا تحتاج إلى وقود مادي. ولكي تستمر، يلزم أن تُمَّون بالخشب الذي يكوَّم فوقها كما نعلم. لا وجود لها ما لم تُشعل، ولا تستمر ما لم تُخدم بالوقود. على عكس هذا، فإن نار جهنم بينما هي نار تُهلك أبناء الهلاك الذين يلقون فيها جسديًا، لا تُشعل بجهود بشرية، ولا تستمر بإلقاء خشب فيها. ولكنها إذ توجد مرة، تبقى غير قابلة للانطفاء، ولا تحتاج إلى إشعالها، ولا تنقص حرارتها... عدالة القدير إذ سبق فعرفت الأحداث المقبلة، فمن بداية العالم خلقت نار جهنم التي كان يجب أن تبدأ لمعاقبة الأشرار ولن تتوقف حرارتها ولا تحتاج إلى وقود... قيل بالمرتل: "تجعلهم مثل تنور نار في زمان غضبك. الرب بسخطه يبتلعهم، وتأكلهم النار" (مز 21: 9). هكذا يُظهر الكتاب المقدس أن المفقودين يحترقون داخليًا وخارجيًا. إنه يشهد أنهم يؤكلون بالنار، وفي نفس الوقت يصيرون فرنًا ناريًا، فبالنار يتعذبون في الجسد، وبالحزن يحترقون في الروح. "إذ يُترك في خيمته، تصير معه في المحنة"، فإذ وضع كل بهجة في الحياة الجسدية "يسكن في خيمة الجسد". البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|