بدأ صوفر حديثه بمهاجمة أيوب بعنفٍ، وأوضح أنه توجد حقيقة راسخة منذ وُجد الإنسان على الأرض، وهي أن خطايا الأشرار تهلكهم، وأن الشرور التي يمارسها أيوب بالذات تؤدي إلى هلاكٍ مضاعفٍ.
يريد أن يقول إن أيوب لبس في خيمته ثوب الرياء، متظاهرًا بالتقوى والإحسان بسخاءٍ، بينما مارس شرورًا بشعة، بسببها لا تسمع له السماء، وتكره الأرض رجلًا شريرًا مثله، أي أن السماء والأرض تشهدان عليه. لهذا سيحل على بيته الخراب التام.
يعكس حديث صوفر اعتقادًا إسرائيليًا شائعًا أن نجاح الشرير قصير الأمد، وأن هلاكه يقيني، لكن لم يشتمل حديث صوفر قط على أي تنويه إلى أن الأشرار قد يتوبون ويرجعون ويستعيدون رضا الله. ما يريد أن يؤكده هو أن أيوب شرير بدليل تعاسته التي من مظاهرها أن جسده معتل، وثروته ضاعت، وأبناءه هلكوا، وسمعته ساءت.
كان المتوقع أن يكشف حديث أيوب الأخير لأصدقائه عن إخلاصه في إيمانه، وسموه حتى على الألم. لكنهم لم يبالوا بشيءٍ، بل استمرت اتهاماتهم له؛ هذا ما وضح من أخذ صوفر دوره للدخول في حوارٍ جديدٍ كالصديقين الآخرين.