* لاحظوا إنه يدعوهم "أصحاب"، هؤلاء الذين يهينونه، لأنه بالنسبة للأذهان التقية ما هو ضدهم يحسبونه لنفعهم. فإن أي إنسان شرير إما أنه يتغير بعذوبة الصالحين، فيرجع عن شره ويصير بهذا صديقًا، أو يتمسك بشره ويصير بغير إرادته صديقًا...
لقد ضُرب أيوب من الشيطان، ومع هذا لم ينسب الضرب للشيطان بل دعاه "يد الله قد مستني"، وذلك كما قال الشيطان نفسه: "ولكن أبسط الآن يدك ومسَّ عظمه ولحمه، فإنه في وجهك يجدف عليك" (أي 2: 5). فإن الإنسان القديس قد عرف أن ما قد فعله الشيطان نفسه من جهته بإرادته الشريرة، إنما نال بذلك سلطانًا لا من نفسه، بل من الرب.