|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنَّمَا تِلْكَ مَسَاكِنُ فَاعِلِي الشَّرِّ، وَهَذَا مَقَامُ مَنْ لاَ يَعْرِفُ اللهَ [21]. هذا ما يحل بمساكن الأشرار من خرابٍ ودمارٍ، وبؤسٍ وشقاءٍ. "الذين لا يعرفون الله تنتظرهم النقمة" (2 تس 1: 8). ما هو مسكن الأشرار الذين أصروا على عدم معرفتهم لله، سوى جهنم الأبدية. يقول القديس هيبوليتس Hippolytusفي مقاله Against Plato, on the Cause of the Universe ، إن كان هذا العمل أصيلًا، ُتقاد النفوس بعد الموت بواسطة ملاك حارس إلى الجحيم، إلى موضعٍ متسعٍ ومظلمٍ، تبقى هناك حتى يوم القيامة، بعضها نفوس شريرة تستحق العقوبة المؤقتة على شرها، كعربون للعقوبة الأبدية التي تنتظرهم. إنها تبقى بجوار بحيرة النار التي هي جهنم، ترى لهيبها، وتشتم دخانها، وتمتلئ رعبًا من أجل الدينونة القادمة ، أما الأبرار فيُقادون إلى مكان أكثر بهاء، وأكثر بهجة من العالم السفلي يدعى "حضن إبراهيم" حيث يتمتعون بالشركة مع الملائكة والبطاركة (الآباء)، ويفرحون برؤية المكافأة المقبلة. لم يرد القديس يوحنا الذهبي الفمأن يتحدث عن موضع جهنم سوى أنها "خارج هذا العالم" . لكنه تحدث في شيء من التفصيل عن لعناتها. ففي إحدى عظاته يقول عنها: [إنها بحر من النار، ليس بحرًا من ذات النوع بالأبعاد التي نعرفها هنا، بل أعظم وأعنف، بأمواج نارية، نيران غريبة مرعبة. توجد هناك هوة عظيمة مملوءة لهيبًا مرعبًا. يمكن للإنسان أن يرى النار تخرج منها من كل جانب مثل حيوان مفترس... هناك ليس من يقدر أن يقاوم، ليس من يقدر أن يهرب. هناك لا يُرى وجه المسيح الرقيق واهب السلام في أي موضع. وكما أن الذين صدر عليهم الحكم بالعمل في المناجم هم أناس عنفاء، لا يرون بعد عائلاتهم، بل الذين يسخرونهم، هكذا يكون الأمر هناك، ولكن ليس بالأمر البسيط هكذا، بل ما هو أردأ بكثير. لأنه هنا يمكن أن يقدم الإنسان التماسًا للإمبراطور طالبًا الرحمة، وقد ُيعفي عن السجين، أما هناك فلن يحدث هذا. إنهم لن يخرجوا بل يبقوا، يحتملون عذابات لا يمكن التعبير عنها .] مرة أخرى يقول إن النيران هناك لا تفني الإنسان، ولا تعطي نورًا، بل تحرق على الدوام. إذ تتحول الأجساد المقامة الُمدانة إلى عدم الفساد لهذا تبقى تعاني العذابات أبديًا. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن درجات العذابات في الجحيم مختلفة، تعتمد على مدى خطايا الإنسان ، لكن الكل يسقط تحتها أبديًا. يقول أيضًا إن الله يعد جهنم، حتى لا ُيلقى أحدًا فيها . * مستحيل أن يكون عذابات جهنم غير موجودة. * هذه العذابات ليست لمجرد تحقيق العدل الإلهي، لكنها وضعت لحث البشرية على التوبة والامتناع عن الخطية. * إن كان الله يهتم ألاّ نخطئ وإن ندخل في متاعب كهذه لتصحيحنا، فواضح أنه يعاقب الخطاة ويكلل الأبرار . القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أغسطينوس أما بالنسبة لنا فلنميز الصالحين عن الطالحين، وإذ نمدح الأبرار نقدس كلماتنا ونطهر قلوبنا. وفي نفس الوقت لنكرس أجسادنا ونفوسنا وهياكل نفوسنا بغيرتنا مع تقديرنا للأبرار وتمجيدنا لله، الذي يُسر بكرامة خدامه. له المجد على دهر الدهور. آمين. الأب هيسيخيوس الأورشليمي القديس أمبروسيوس البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|