قال لها يسوع: (أنا الذي أكلمك هو) الآن بدأ إيمان المرأة يتكون ويثبت ويسود على قلبها لكي تبدأ أن تعيش باستقامة، وذلك لأنها استدعت زوجها، فبعد أن سمعت: (أنا الذي أكلمك هو) ماذا تحتاج أن تسمع أكثر من ذلك؟ لقد شعر الرب إنها مستعدة لأن تؤمن، فبمشيئته أعلن ذاته لها (وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة) أتتعجبون من كون ذاك الذي جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك يطلب الآن نفس السامرية؟ لقد تعجبوا من صلاحه ولم يتوقعوا منه أمرًا فيه خطيه(ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها وللحال (تركت المرأة جرتها) بمجرد أن سمعت أنه المسيا، لأنها بمجرد أن قبلت المسيح الرب في قلبها فماذا يمكنها أن تفعل سوى أن تنزل جرتها وتسرع لتبشر بهذه البشارة المفرحة؟ لقد ألقت عنها شهواتها وأسرعت لتعلن الحق، فليتعلم من يريدون أن يبشروا بالإنجيل أن يلقوا عنهم جرارهم عند البئر.