|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَتَعَجَّبُ الْمُسْتَقِيمُونَ مِنْ هَذَا، وَالْبَرِيءُ يَقُومُ عَلَى الْفَاجِرِ [8]. إذ يسمع الصديقون ما حلّ بأيوب من ضيقات متوالية، ومن موقف أصدقائه منه، يقفون في دهشةٍ متعجبين. يظنون كأن الله قد ترك الأرض وتخلى عن مؤمنيه، فينهض البريء على الفاجر، أي لا يطيق أن يحتمل هذا، ويبحث عن عناية الله هذه التي تبدو غامضة. ينهض البريء ليقف ضد الفاجر مدافعًا عن الحق أو رافضًا كل تفسير خاطئ. * "يدهش الأبرار لذلك، ويثور البريء على المرائي" [8]. يُفهم"البريء" في هذا الموضع على أنه البار لكنه غير كامل، هذا الذي يبدأ في الطرق الصالحة. فإنه وإن كان لا يفكر في الإضرار بالغير، لكنه ليس بقادرٍ أن يمارس الأمور الكاملة. إذ ترى قلوب الصغار الأشرار يزدهرون في الحياة الحاضرة، يلتهبون نارًا بجمر الحسد... الآن يلتهب البريء ضد المرائي، إذ لم يعتد أن يضر أحدًا لكنه يحسد مجد المرائي. ولكن إن كان البريء في هذه العبارة يعني من هو كامل في صلاحه، "البريء يتحرك ضد المرائي" عندما يراه منتعشًا يزدري به وبانتعاشه. عندئذ يكرز بالأمور الحقيقية، ويقول بأنه يجب أن يُحتقر بواسطة الآخرين كلما رأوا فيه شوق نحو الأمور التي لا يستطيع أن يحتفظ بها طويلًا. البابا غريغوريوس (الكبير) * لاحظت الأشرار، فرأيتهم في سلامٍ، أي سلام؟ سلام مؤقت، متغير، عابر وأرضي، ومع هذا فإني أنا أيضًا أطلب هذا من الله. رأيت الذين لم يخدموا الله ينالون ما اشتهيته أنا الذي أخدم الله، لكن قدمي زلتا وخطواتي زلقت (مز 2:73). الآن أدركت لماذا لهم سلام وانتعاش على الأرض... لأن عقابهم ليس مؤقتًا، بل ثابتًا إلى الأبد. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|