|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَوْقَفَنِي مَثَلًا لِلشُّعُوبِ، وَصِرْتُ لِلْبَصْقِ فِي الْوَجْهِ [6]. أصدقاؤه الذين كانوا يشتهون الجلوس معه، ويتلمسون رضاه ويمتدحونه، صاروا يسخرون به في ضيقته، ويحسبونه مثلًا ودرسًا لكل مراءٍ وشرير كي لا يقتدي أحد به. صار أيوب صورة حيَّة للذين يعيشون في الرب، فيسخر بهم العالم، وإن أمكن يبصقون على وجهه. كما كان رمزًا للسيد المسيح الذي سخر به الأشرار، فصار مثلًا هزًأ، وبصقوا على وجهه. "كثيرا ما شبعت أنفسنا من هزء المستريحين، وإهانة المستكبرين" (مز 123: 4). "صرت ضحكة لكل شعبي، وأغنية لهم اليوم كله" (مرا 3: 14). "بذلت ظهري للضاربين، وخدي للناتفين، وجهي لم استر عن العار والبصق" (إش 50: 6). "حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه، وآخرون لطموه" (مت 26: 67). "وبصقوا عليه، وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه" (مت 27: 30). "فابتدأ قوم يبصقون عليه، ويغطون وجهه ويلكمونه، ويقولون له تنبأ، وكان الخدام يلطمونه" (مر 14: 65). "وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة، ويبصقون عليه، ثم يسجدون له جاثين على ركبهم" (مر 15: 19) . "وآخرون تجربوا في هزءٍ وجلدٍ، ثم في قيودٍ أيضًا وحبسٍ" (عب 11: 36). * "كثيرًا ما امتلأنا هوانًا" (مز 3:123). كل الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى حسب المسيح، يلزمهم أن يحتملوا الإهانة (2 تي 12:3). يليق بهم أن يُحتقروا من الذين لا يختارون الحياة بتقوى. يحتقرون أولئك الذين يطلبون السعادة التي لا يمكن رؤيتها بعيونهم، ويُقولون لهم: "بماذا تؤمن يا أيها المجنون؟ هل عاد أحد من العالم السفلي وقدم تقريرًا لك بما يحدث هناك؟ أنظر فإني أرى وأتمتع بما أحب، إنك مُحتقر، لأنك تترجى ما لا تراه". "كثيرًا مما شبعت أنفسنا من هزء الأغنياء (المستريحين)، وإهانة المستكبرين" (مز 4:123). إننا نسأل: من هم الأغنياء؟ لقد شرح ذلك بقوله "المستكبرين". الهزء والإهانة هما واحد، كما أن الأغنياء والمستكبرين هما واحد، لماذا الأغنياء مستكبرون؟ لأنهم يريدون أن يكونوا سعداء هنا... ربما يسخرون عندما يكونون سعداء، إذ يفتخرون بخيلاء غناهم. عندما ينتفخون بحالهم المملوء غرورًا من أجل كرامتهم الباطلة، يسخرون بنا. يبدو كمن يقول: انظروا، فإنه خير لي أن أتمتع بالخيرات التي أمامي. ليبتعد عني أولئك الذين يعدون بما لا يقدرون أن يظهروه. ما أراه أمسك به؛ ما أراه أتمتع به، لأسلك ناجحًا في هذه الحياة، لتكن أنت في أكثر أمانٍ، لأن المسيح قام وقد تعلمت أنه سيهبك حياة أخرى، لتتأكد أنه سيهبها لك. القديس أغسطينوس القديس مقاريوس السكندري |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|