|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس إغناطيوس الأنطاكي تلميذ ليوحنا الرسول وثاني أسقف على أنطاكية. حُكم عليه أثناء حكم تراجان (۹۸ – ۱۱۷م) بأن يلقي للوحوش المفترسة. وأُمر بالحضور من سوريا إلى روما لينال إكليل الشهادة هناك. طلب من شعب كنيسة روما ألا يقوموا بأي عمل من شأنه أن يحرمه أكثر ما يشتهي وهو أن يموت على اسم السيد المسيح، حيث أنه كان يعتبر الموت بداية الحياة الحقيقية، حيث كتب يقول: “كم هو مجد عظيم أن أكون شماً تغرب بعيداً عن هذا العالم، متجهة إلى الله. ليتني أشرق في حضرته (روما ۲:۲) إنني أخشي أن حبكم قد يتسبب لي في خسارة فادحة لأنني لن أحظى بمثل هذه الفرصة ثانية، أن أدخل في ملكية الله، أنا حنطة الله ويجب أن أطحن بواسطة أسنان الوحوش المفترسة حتى ما أصبح خبزاً نقياً للمسيح. (روما ۲:۱) هو الذي علم الكنيسة الترنيم بالتناوب بين مجموعتين مثل الملائكة. تعاليمه اللاهوتية: إن فكرة التدبير الإلهي في العالم هي لب لاهوتيات القديس إغناطيوس. إن الله يرغب في تحرير العالم والإنسانية من طغيان الشيطان، وأعد الإنسانية للخلاص في الديانة اليهودية وذلك من خلال عمل الأنبياء، حيث تمت نبواتهم في السيد المسيح. فكره في طبيعة السيد المسيح: يوجد طبيب واحد فقط جسدي وروحي، مولود وغير مولود، الإله الذي صار إنسانا، الحياة الحقيقية (كإله] في موت (في جسد مائت). ولد من مريم ومن الله الأب، قابل للألم وغير قابل له في آن واحد (أفسس ۷: ۲)، ذلك هو يسوع المسيح ربنا، السيد المسيح الذي فوق الزمن وغير مرئي ولكنه من أجلنا أصبح مرئيا، الغير قابل للألم تألم من أجلنا وتحمل كل شيء (إلى بوليكاربوس ۳، ۲). هاجم هرطقة الخياليين Docetism الذين ينكرون التجسد الحقيقي ويدعون أن الجسد كان مجرد خيال أو ظهور. وإن كان فكره بخصوص طبيعة السيد المسيح يرجع إلى القديس بولس، فهو أيضا تأثر واغتنى بلاهوت القديس يوحنا. الكنيسة عنده تسمي “مكان الذبيحة” (أفسس 5: 2، ترال ۷: ۲، فيل 4) أي الافخارستيا، وكان يطلق على سر الشكر الافخارستيا دواء الخلود، تریاق ضد الموت، والحياة الأبدية في يسوع المسيح. (أفسس ۲:۲۰). تصوفه: تأثر بفكر القديس بولس في الاتحاد بالمسيح وفكر القديس يوحنا عن الحياة في المسيح، فانبثقت الفكرة المفضلة عنده وهي “محاكاة السيد المسيح” والتشبه به. الاستشهاد هو التشبه الكامل بالسيد المسيح، فالتلميذ الحقيقي للسيد المسيح هو الذي يكون على استعداد أن يقدم حياته في أي وقت من أجل اسمه، وأن يكون في المسيح ويسكن فيه المسيح. كتاباته كتب سبع رسائل موجهة إلى كنائس أفسس ومغنيسية وتراليا (ترالز) وروما وفيلادلفيا وسميرنا (أزمير) و إلي الأسقف بوليكاربوس. يركز على الوحدة المسيحية في كل رسائله، فيحسب نفسه مكرا لهذا العمل: “الوحدة” الدرجات الكهنوتية الثلاث مع الشعب يلتزمون بالعمل كإرادة الأب، حسب فكر المسيح، بالروح القدس. وكل ما يتعلق بالكنيسة ينبغي أن يتم بالاشتراك مع الأسقف والقسوس والشمامسة. الإفخارستيا بالنسبة للمؤمن هي: غذاء روحي يشبع النفس، ويهبها الخلود (20:2 . Ep.to Ephes)، دواء يشفي المؤمن من أمراض الروح وضعفاتها ومن الموت، تمتع بالوحدة مع الله والكنيسة؛ حيث يجتمع المؤمنون حول الأسقف، وحول مذبح واحد. ليس لربنا يسوع المسيح سوی جسد واحد وكأس واحدة توحدنا بدمه ( 4. Ep.to Philad) قال عنه القديس ساويروس الأنطاكي في رسالته 69 إلى الشماسة أنسطاسيا ص ۹۷ “إغناطيوس الحامل الإله الذي زين الكرسي الأنطاكي”. كتب رسائله وهو في طريقه إلى الاستشهاد في روما واستشهد أثناء حكم تراجان (۹۸-۱۱۷م). كتب لا كدارس باحث، وإنما كراع يقظ وأب محب مترفق، يهتم بإبراز الحق في استقامة، وحفظ أولاده من البدع، خاصة المعاصرة له مثل “الخياليين” أي الدوسيتيين Docetists الذين حملوا اتجاها نحو إنكار التجسد والصلب بكون جسد المسيح “خيالا” كتب ليشعل قلوب أولاده بنار الحب الإلهي، ويبعث فيهم الانشغال بالحضرة الإلهية، والتمتع بالكنيسة الجامعة (الكاثوليكية) كحياة معاشة واتحاد مع المسيح. اتسم بغيرته على خلاص النفوس، فكسب الكثيرين من الأمم للمسيحية. وغرف بحبه الشديد لشعبه. يلقب نفسه في كل افتتاحية من رسائله “بالثيئوفوروس” أي “حامل الله”. قال عنه ذهبي الفم: “إغناطيوس مسکن الإله وخدره”. كتب أن العقائد المسيحية ليست فلسفة ولكن حياة معاشة يختبرها المؤمنون في حياتهم الكنسية في حجراتهم الخاصة ومن خلال علاقتهم مع الآخرين. لم يقتبس كثيرا من العهد القديم. كتب عن اتساع القلب للجميع، وعن الثبات وحذر من البدع ولكن بكل تواضع. و كانت رسائله تتسم بالبعد الأخروی. هو أول من استخدم لفظ “الكنيسة الكاثوليكية” بمعني “الكنيسة الجامعة التي تعني جميع المؤمنين (سمیرنا 8:2) من رسائله نحصل على صورة مشرقة عن كرامة الكهنوت وهيبة واحترام ومكانة الأسقف في وسط رعيته. و إن الأسقف فوق أي شيء آخر هو المعلم المسئول أو المنوط به تعليم المؤمنين، وأن تكون في شركة معه هذا يعني أن تكون في مأمن من الأخطاء والبدع (ترال 6 ، فيل 3). الأسقف هو الكاهن الأعظم بالنسبة للصلوات الكنسية ويوزع أسرار الله (سميرنا 8: 1). يظهر تأثير القديس بولس بشكل واضح على تفسير القديس إغناطيوس للزواج والبتولية. توجد رسائله ضمن أعمال الآباء الرسوليين. و في رسالته إلى الأفسسيين كتب القديس إغناطيوس: لذلك كونوا نشيطين في الاجتماع مرات كثيرة لنوال سر الشكر لله (الإفخارستيا) ولمجده، لأنكم متي اجتمعتم بصفة متكررة فإن قوات الشيطان تبطل وقدرته الهدامة سيقضي عليها اتفاقكم في الإيمان (أف۱۳). من كتاب نظرة شاملة لعلم الباترولوجى للقمص تادرس يعقوب ملطي. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس إغناطيوس الأنطاكي | كتاباته |
القديس إغناطيوس الأنطاكي | تصوفه |
نبذة عن القديس إغناطيوس الأنطاكي |
القديس إغناطيوس الأنطاكي |
القديس إغناطيوس الأنطاكى |