|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يَا أَرْضُ، لاَ تُغَطِّي دَمِي، وَلاَ يَكُنْ مَكَانٌ لِصُرَاخِي". [18] يفسر البعض هذه العبارة بأنه يرى أصدقاءه قد سفكوا دمه البريء بصب اتهامات باطلة ضده، فيطلب من الأرض أن تشهد له ضدهم، وألا تحجز صرخاته في موضعٍ ما، بل تتركها تصعد إلى الله في الأعالي. إن كان أصدقاؤه قد اتهموه بالشر والرياء، فها هو يُشهد الأرض إن كان قد سفك دمًا بريئًا أو ارتكب جريمة ما فلتكشف عنها وتعلنها (تك 4: 10-11؛ إش 26)، ولا تكتم نفسه فلا يصرخ. * "لا تغطي"؛ ليت صراعات أيوب لا تُنسى، ليت عَرَقْ اضطرابي ذاته لا يُنزع، هذا الذي يتصبب في ممارسة الفضيلة، أنا الذي ارتديت كل أنواع أعمال الصبر. ليت قروح الصديق تُكشف لعيون العامة، حتى يطهروا أنفسهم بالرغبة في الإقتداء به. الأب هيسيخيوس الأورشليمي صلاة القديس تخترق السحاب (سيراخ 35: 17)، أما الأرض فتفتح فاها وتخفي صلاة الخاطئ في دم الجسد، كما قال الله لقايين القاتل: "ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك، مادمت أنت أرضًا" (راجع تك 4: 11-12). القديس أمبروسيوس لاحظوا ماذا يضيف: "ليت صرختي لا تجد موضعًا لتختفي فيكِ". لأن ذات دم الخلاص الذي يؤخذ هو نفسه صرخة فادينا. يقول بولس: "ودم الرش يتكلم أفضل مما لهابيل" (عب 12: 24). قيل عن دم هابيل: "صوت دم أخيك يصرخ إليَّ من الأرض" (تك 4: 10). أما دم يسوع فيتكلم بأمورٍ أفضل مما لدم هابيل، لأن دم هابيل جلب موت أخيه، أما دم الرب فربح حياة لمضطهديه. لذلك فإن سرّ آلام ربنا لا تكون بلا نفع فينا، بل نلتزم أن نقتدي بما نأخذه ونكرز بما نعبده. البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|