|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"قَبَضْتَ عَلَيَّ. وُجِدَ شَاهِدٌ. قَامَ عَلَيَّ هُزَالِي يُجَاوِبُ فِي وَجْهِي". [8] يرى بعض الآباء أن أيوب وهو رمز للسيد المسيح يرى في كل ما حلّ به إنما ظلال لما سيحل بالسيد المسيح. فإن كانوا قد اجتمعوا على أيوب لتحطيمه، فإن قوات الظلمة تكاتفت ضد السيد المسيح، وأبناء الظلمة قبضوا عليه لصلبه، وللأسف قام أحد تلاميذه بتسليمه. صار أيوب كمن قُبض عليه في أسرٍ مريرٍ، وصار في هزالٍ شديدٍ حيث بلي لحمه بسبب القروح التي ملأت كل جسمه، صار هزاله موضوع حديث يُعلن على وجهه، بمعنى أن ملامحه تشهد لما بلغه من هزال. يترجم البعض هذه العبارة: "ملأتني تجعيدات، وهذا شاهد علي، وهزالي قام علي ليشهد لوجهي". صار وجهه كله تجعيدات لا بسبب تقدم السن، بل بسبب شدة الأمراض. منظر وجهه يشهد بأنه لم يشكُ من فراغ وبلا مبررٍ. * يبرهن أيوب أنه اقتنى ربحًا عظيمًا من هجوم المقاتل (الشيطان)، إذ لم يعرف الأخير أن أيوب يُكَلَل بذات الوسائل التي يظن أنه يخدعه بها. لذلك يقول أيوب: "إذ قبضت عليّ، صرت شاهدًا ضدي" (أي 16: 8). فالعدو لم يقبض فقط على خيرات أيوب وأبنائه وبناته، بل قبض أيضًا على أيوب في شخصه، حيث أن المفتري أمسك به ليصارع معه ويغتصبه. هذه شهادة ضد البار، حُملت بدقة بواسطة الأعداء. ولهذا فبعد فترة قصيرة من هذه المعارك قدم الله تلك الأفكار لأيوب: تظن إني أتحدث معك بطريقٍ آخر... لكنني سأظهر برّك، ستظهر كحامل الله. في كل الأحوال هذه الشرور أيضًا تحمل شهادة لصالح أيوب. الأب هيسيخيوس الأورشليمي إنها حرب دائمة بين الله وإبليس، أو بين مملكة الظلمة ومملكة النور. في القديم قام أصدقاء أيوب بتمثيل مملكة الظلمة، وفي أيام السيد المسيح ظهرت بشاعتها في التلميذ الخائن المتكاتف مع المقاومين، وبعد صعود السيد المسيح إلى السماء يقاومها أعداء المسيح الكثيرون إلى يوم ظهور ضد المسيح علانية في معركة حاسمة ومُرة. * "قام عليّ هزالي (باطلي)". يتحدث أيوب عن يهوذا، فقد كان تلميذ السيد (لو 14: 26، 27، 33) ورسوله، لكنه وُجد كذَّابًا (باطلًا يو12: 6)، وخائنًا (لو6: 16). * "يجاوب (يتحدى) في وجهي". عندما قلت لتلاميذي: "الحق الحق أقول لكم إن واحدًا منكم سيسلمني" (يو 13: 21). تجاسر فقال في وجهي في غير خجل: "هل أنا هو يا سيدي؟" (مت 26: 25) الأب هيسيخيوس الأورشليمي القديس جيروم القديس يوحنا ذهبي الفم الأب ثيؤدورت العلامة أوريجينوس لكن يجب أن نتحقق أننا إذ نواجه مثل هذه الأمور من أيدي أناس جسدانيين هؤلاء الذين يقتلوننا بعنفٍ، فإنهم ليسوا في عنف الروح الشرير الذي يسود أذهانهم، كقول بولس: "فإن مصارعتنا ليست مع دمٍ ولحمٍ، بل مع الرؤساء مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر" (أف 6: 12). البابا غريغوريوس (الكبير) أتى إلى خاصته، وخاصته لم تقبله، بل أخرجوه بالهزء من عندهم! خرج ليموت مع الأثمة بغير زلةٍ، حينئذ ندم يهوذا - السراج الذي انطفأ من بين أصحابه - وخزي من الفعل الشرير الذي صنعه. الذي أسلمه رد الفضة للذين امسكوه حيث ازدرى بنفسه، واعترف أنه أسلمه بالشر... وأيضًا هرب الصالبون كأنهم غير قريبين، وقالوا: ما علينا أنت تعرف. الدم الزكي طرح الرعب على من سفكوه، وبدأوا يرتعبون ويرتعشون منه قبل أن يهرقوه! القديس مار يعقوب السروجي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|