جاء جواب أيوب لأليفاز (ص 16، 17) في الحلقة الثانية من الحوار أنه قد تعب من سخافة أصحابه الذين لم يكونوا في عينيه سوى معزين متعبين. ينظر إلى كلماتهم بعين الاحتقار، وذلك بسبب تكرار الكلام بلا مبررٍ، وعنادهم، وعدم مراعاة ظروفه. وحسب نفسه أنه لو كان مكانهم لكان يشددهم وينطق بما أمكن ليخفف عنهم حزنهم.
يتكلم أيوب بمرارة عن الله الذي أرسل عليه الضربات فجأة وهو مطمئن في بيته السعيد. يرى أن الله نفسه قد صار كمحاربٍ ضده، يصوِّب عليه الضربات، ويمزقه إربًا، ويحطم حصونه مثل مدينة أسوارها مهدمة (16:12-14).
يقول أيوب إنه لا تزال لا توجد إجابة على سبب ضربات الله لجسده، التي جعلته طريدًا مرذولًا، وأنتن جلده، فصار ذلك شهادة على جُرمه في أعين أصدقائه. ظن أن الله تحول عنه، ودفعه إلى أيدي الظالمين، يحتقرونه.
مع ذلك يرتدي أيوب مسوح التواضع والحزن بالرغم من عجزه عن رؤية أية خطيةٍ خطيرةٍ ارتكبها (16: 15-17).