نعم قارئي العزيز فهذا ليس منطقًا جديدًا، أو فكرًا متُطرفًا، إنما هذا ما حدث بالضبط مع شاول الطرسوسي الذي أصبح فيما بعد بولس الرسول. فبعد أن كان شاول الطرسوسي مجدفًا، ومضطهدًا، ومفتريًا، وبعد أن كان يسوق المؤمنين ويقدِّمهم للموت، وبعد أن كان يومًا شاهدًا وراضيًا بقتل استفانوس – أول شهيد في المسيحية – ظهر له الرب كما نعرف جميعًا، وافتقدته نعمة الله، فتحوَّل إلى إنسان آخر. ودون أن يلتقي بأي مؤمن، أو يقرأ كتابًا عن الصلاة، قال عنه الرب لحنانيا إنه يُصلي «فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُسْتَقِيمُ، وَاطْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلاً طَرْسُوسِيًّا اسْمُهُ شَاوُلُ. لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي» (أعمال٩: ١١). من علَّم بولس الصلاة؟ لقد تعلّمها بالصلاة. تمامًا مثل صرخة الطفل المولود فور خروجه للحياة. من الذي علم هذا الطفل المولود أن يصرخ؟ فهو لم يصرخ من قبل! ولم يرَ أحدًا يصرخ حتى يفعل مثله.