يرى البابا غريغوريوس (الكبير)
أَبْعِدْ يَدَيْكَ عَنِّي،
وَلاَ تَدَعْ هَيْبَتَكَ تُرْعِبُنِي
في هذين الطلبين أن يمسك يده ولا يدع خوفه أن يرعبه نبوة عن الاشتياق إلى عصر النعمة، حيث لا تحل بالمؤمنين ضربات الغضب الإلهي بكسر الناموس، ولكي لا يعود المؤمنون يعبدون الله خلال الخوف كما في العهد القديم، بل خلال الحب. [لا يمكن للبرّ أن يكمل بالخوف، وبحسب صوت يوحنا: "المحبة الكاملة تطرد الخوف" (1 يو 1: 18). ويقدم بولس راحة لأبناء التبني، قائلًا: "لأنكم لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا، الأب" (رو 8: 15). لذلك بصوت البشرية المشتاقة إلى إزالة قسوة ضربة الناموس، ورغبة حارة للتقدم من الخوف إلى الحب يحدد في الصلاة أمرين أن ينزعهما الله عنه، قائلا: "انزع يدك بعيدًا عني، ولا تدع خوفك يرعبني". انزعني من قسوة الضربة، ارفع ثقل الرعب؛ وعندما تشرق عليَّ نعمة الحب اسكب عليَّ روح الطمأنينة. إن لم أُنتزع من العصا ومن الرعب، فإني أعرف إنني لن أُسحب من حزم امتحانك. من يخدمك ليس على أساس الحب بل على أساس الخوف لا يقدر أن يتبرر أمامك.]