في الأعداد السابقة، تظاهر الفريسيين بأنهم مهتمون بحياة الرب وخائفين عليه من خطر هيرودس الذي سبق وقتل المعمدان، وهم في حقيقة الأمر لا يريدون الرب بينهم. فقد كان الرب في الطريق الصاعد لأورشليم، واقتربت ساعة الصليب، وإذ سمع هيرودس عن أعمال الرب بدأ يخاف على مركزه؛ فأراد قتل المسيح إذ ظن أنه المعمدان قام من الموت. لكن رد الرب على الفريسيين بأنه لا بد أن يذهب لأورشليم وأن خدمته لا بد أن تكمل فزمان ومكان الموت محدد ومعروف له. ليس على يد هيرودس بل في أورشليم بعد إكمال رسالته.
عزيزي القارئ: قال الرب «وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا» (متى١٠: ٢٨). فبعد أن رأينا في الحتمية السابقة درس الاهتمام بالخدمة في كل الأماكن، نرى هنا درس الاهتمام بالخدمة في كل الوقت بلا خوف من شيء.