الوقوف على شاطئ البحر سهل، أما الدخول للأعماق فيتطلب شجاعةً ومجهودًا يُبذَل ووقتًا يُنفَق. وهكذا الحياة مع الله. لكن لأننا ننال التبرير أمام الله مجانًا؛ أي بلا ثمن ندفعه من جانبنا، مع أنه باهظ جدًّا، ولأننا نحصل عليه بالإيمان لا بأعمالنا، ولأن أمر خلاصنا بِرُمَّته مِن مُطلَقِ نعمة الله؛ لهذا كله ربما نكون قد تخيَّلنا أن النمو في معرفة الله لا يحتاج لبذل الجُهد، والواقع المؤلم هو أنه “ماحدِّش عايز يِتعِب نفسه”. هذا أيضًا من مظاهر السطحية!
إن الاجتهاد فضيلة مُفيدة في كل جوانب الحياة، والوحي يُشَجِّعنا عليها في عَهْدَيْه: فمبادئ الحكمة الإلهية في سفر الأمثال تُحرِّضنا على الاجتهاد، وتُحذِّرنا من الكسل ومن التراخي؛ فالكسل يجعلك لا تعمل ما يجب عليك أن تعمله، أما التراخي فهو أن تعمل الشيء بحماس قليل ودون أن تعطيه ما يستحق من وقت ومجهود؛ أي “بلا ضمير”.