|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* أيّها النور غير المنظور! أيها البهاء الذي لا يراه بهاء آخر! أنت هو النور الذي تختفي أمامك كل الأنوار المخلوقة! أنت البهاء الذي ينطفئ قدّامه كل بهاء خارجي! أنت هو "النور" مصدر كل الأنوار، و"البهاء" ينبوع كل بهاء! أنت هو النور والبهاء، أمامك تصير كل الأنوار ظلمات، وكل ضياء بالنسبة لك ليس إلاَّ ظلامًا! أنت هو البهاء الذي بك تصير الظلمة نورًا، وبك يتلألأ الظلام لمعانًا! أنت هو النور الأسمى، لا تحجبك سحابة ما، ولا يعوقك بخار، يعجز الليل عن أن يسدل بظلامه عليك، لا يعوقك حاجز ولا تُغرٍقك ظلال! أخيرا، أنت النور الذي ينير الخليقة الداخليّة على الدوام، ابْتَلِعْني في هوّة جلالك، حتى أعاين كل أعماقك، بقوّة بهاء لاهوتك ذاته، وعمل البهاء المنعكس عليَّ منك! لا تتركني قط، لئلاَّ يتزايد جهلي وتكثر شروري، فبدونك أصير فارغًا وبائسًا! بدونك لا يكون لأحد صلاح، إذ أنت هو الحق والصلاح الحقيقي وحده! هذا ما اَعترف به؛ وهذا هو ما أعرفه، يا الله إلهي، أنَّه حيثما وُجٍدْتُ بدونك لا يكون لي غير الشقاء - في الداخل كما في الخارج - لأن كل غني غير إلهي إنّما هو بالنسبة لي فقر مدقع! القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|