«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ» (متى٥: ١٣)، هذا ما حذر به الرب يسوع سامعيه في عظة الجبل، ترى ماذا كان يقصد به؟!
١. إن الوضع الطبيعي أن يكون هناك اختلاف بين الملح وغيره، هكذا هو الحال للمؤمنين بالمسيح، فلا بد من وضوح الاختلاف الفكري والسلوكي عن كل الباقين، حتى ولو لم يعجب الأشرار.
٢. لكن وآسفاه هناك بعض المؤمنين فقدوا تأثيرهم وشهادتهم وتمَّيزهم، بل وشابهوا البيئة الفاسدة التي حولهم. ويا للحسرة، صاروا مثل سدوم وشابهوا عمورة، أصبحوا كلوط الذي فقد شهادته فأصبح كمازحًا في أعين الناس وأصهاره.
٣. لا يقول الرب إن المؤمن الذي يفقد تأثيره وشهادته يفقد خلاصه، كلا وألف كلا، بل يصبح في العالم عديم النفع، فيفقد الكرامة بين الناس، وهذا معنى الكلمة «وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ»، وقد يضطر الرب أن ينهي وجود مثل هذا في العالم أيضًا.