|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اِسْأَلِ الْقُرُونَ الأُولَى، وَتَأَكَّدْ مَبَاحِثَ آبَائِهِمْ [8]. لم يجسر بلدد أن يعلن لأيوب أن ما حلٌ به -حسب خبرته الشخصية- ليس إلا تأكيد بأنه شرير، وإنما وضع أساس حكمه هذا على خبرة الأجيال القديمة. فإن كان أليفاز قد اعتمد على خبرته الشخصية، فإن بلدد يكمل ذلك بالرجوع إلى خبرة القدامى. في تعليق الأب هيسيخيوس الأورشليمي على هذه العبارات (8-10) يرى أن ما حدث مع أيوب يشبه ما حدث مع هابيل. تطلع قايين إلى جثمان أخيه هابيل ملقيًا عن الأرض قتيلًا (تك 4)، فظن أن هذا ثمرة عمله، وأن قايين بار وقد استقرت الأرض واستراحت لتكون بين يديه وهو في طمأنينة، ولم يكتشف الحقيقة أن صوت دماء أخيه تصرخ، وقد بلغت إلى السماء. كما تطلع قايين إلى هابيل حاسبًا ما حدث له هو بسبب شره، هكذا تطلع بلدد وزملاؤه إلى أيوب وهو في المزبلة، فحسبوه شريرًا. وكما شهد الله لبرّ القتيل معلنًا أن أبواب السماء مفتوحة لتستقبل صوته، هكذا يشهد الله لأيوب ويستمع إلى صرخات قلبه. لقد أراد أن يطأ أخاه تحت قدميه، وأراد الأصدقاء أن يسحقوا نفس أيوب تحت أقدامهم. كان يليق بأصدقاء أيوب أنفسهم أن يسألوا القرون الأولى فيروا أن ما حل بهابيل من ظلمٍ، ليس عن شر فيه، بل سبب برِّه، ولم تنته حياته ببركات أرضية وخيرات زمنية، وإنما بانفتاح أبواب السماء لتتقبل صرخات دمه المسفوك على الأرض. قال أليفاز إن الله لا يسمح لأحد المستقيمين أن يُباد هكذا (أيوب 4: 7)، أما بلدد فيقول هنا أن الله يدفع بالأشرار المرائين إلى الخزي والعار والدمار في هذا العالم. فإن كان أليفاز أراد تأكيد أن أيوب ليس مستقيمًا وإلا ما كان قد حلّ به هذا كله، إذا ببلدد يوجه له اتهامًا صريحًا أنه شرير مرائي. يطلب من أيوب أن يلجأ إلى القرون الأولى ليتأكد بنفسه أن ما يقوله حق، وذلك خلال الخبرة العملية الطويلة عن أحكام الله من جهة الأشرار منذ القرون الأولى حتى عصرهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|