|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي أيوب 8 لأقتنيك يا حكمة الله! * حبك أنزلك إلينا يا حكمة الله، فأنت نوري وكنزي وسٌر فرحي وسلامي. اقتربت إليّ، واشتقت إلى السكنى في داخلي. لتدخل ولتقطن فيّ، فأقتنيك إلى الأبد. * بدونك من يضبط لساني فلا يكون ثرثارًا؟ أستطيع أن أروض الوحوش المفترسة، لكن من يروض لساني غيرك؟ تشبع أعماقي بغناك، فلا أشعر بفراغٍ. أشبع بك، فلا أجوع إلى الأحاديث الباطلة. تملأني بعربون مجدك، فلا أدين أحدًَا! أقتنيك فأقتني الحب الإلهي. أصمت، لأتكلم معك عن كل بشرٍ. أحب، فأشتهي مجد كل إنسانٍ. * لأقتنيك فأنت هو المصلوب، أسلك كعضوٍ في كنيستك العروس المتألمة. أجد لذتي وغناي وفرحي في الصلب معك. لن تجتذبني الإغراءات الفلسفية الكاذبة، ولا يقتنصني عدو الخير بجحد الكنيسة عروسك. ولا أطلب راحة زمنية وسعادة وقتيه على حساب المجد الأبدي. تبقي كنيستك المتألمة حاملة روح النصرة. أنت في وسطها، فلن تتزعزع إلى الأبد! * لأقتنيك فأقدمك لكل خاطي جريح. أقدمك بلغة الحب والترفق في حكمتك، لا بلغة النقد اللاذع والتجريح. سترت علىُ، هب لي أن أستر إخوتي. رفعتني من الجحيم إلى الفردوس، هب لي أن احتضن بالحب الساقطين معي. عجيب هو خلاصك، وعجيبة هي حكمتك! اجعلني بك حكيمًا عجيبًا في حبي لإخوتي! * علمني يا أيها الحكمة الإلهي كيف أصلي إليك. لتلهب قلبي بحبك، فلن أطلب إلا أن أقتنيك، وتقتنيك كل البشرية معي. ماذا تقدم لي سوى سكناك فيّ. ماذا أترجى سوى أن أتحد معك. أية مكافأة لي، إلا التمتع بك! هب لي حكمتك، فأقتنيك، وبك اقتني كل شيء بحلولك في داخلي! * متى تأتي أيها الحكمة الإلهي، فأنعم بآخرة مجيدة، أنعم بشركة الأمجاد السماوية. تحملني إلى حضن الآب، فتستقر نفسي هناك أبديًا. تتحول أتعابي إلى راحة سماوية، وآلامي إلى عذوبة دائمة، وميتاتي اليومية إلى بهجة القيامة! * هب لي يا رب أن تشرق بنورك عليّ، فأعرف أسرارك الفائقة. أختبرها بغنى بنعمتك، أتذوقها في حياتي كما خلال خبرة آبائي. لتعمل حكمتك فيَّ كما في آبائي. لا أن أتمسك بكلمات آبائي دون حياتهم. هب لي قلبًا مقدسًا يتسلم الوديعة المقدسة، ويُسلمها لا في حرفيات وشكليات، بل بروح الحق والقداسة. * لتروني من مياه روحك القدوس، فأكون كشجرة الزيتون المغروسة في بيتك. لن يقدر العدو أن يقترب إليها، ولا لتجاربه أن تفقدها حيويتها ونموها. أرتوي بذكراك الدائمة، فلن يفارق اسمك شفتي. ولا تُنزع صورتك من قلبي! أذكرك دومًا فأمتلئ رجاءً. اختبئ فيك، فأجد أمانًا وسلامًا. عوض بيت العنكبوت الذي نسجته لنفسي، استقر في أحضانك يا حصن حياتي. * بك يا حكمة الله يزول عني كل رياء. فلا أكون كالبردي الذي ينمو في مياه بها وحل، بل كشجرة مغروسة على مجاري مياه روحك القدوس. ولا أكون كالعنكبوت المحمي ببيت واهٍ، بل أقطن فيك يا مصدر كل أمانٍ. لا أكون كعشبٍ تحرقه الشمس فتجففه، بل أتمتع بنورك المشرق على أعماقي. ولا أكون متعثرًا بالحجارة في الطريق، بل أصير حجرًا حيًا في الهيكل السماوي. ولا أكون كشجرة مورقة ضرب الفأس بجذورها، بل شجرة زيتون مغروسة في بيتك المقدس. * بك تتهلل نفسي، بك أتمتع بعربون فرح السماء! بك أصير العروس المقدسة الحكيمة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يارب لأقتنيك يا حكمة الله فأصير بك حكيمًا |
لأقتنيك يا حكمة الله الأزلي |
لأقتنيك يا حكمة الله العجيب |
أيوب | لأقتنيك يا أيها الحكمة الإلهي |
لأقتنيك وأحملك في صدري يا حكمة الله! |