لا يُمكِن أن تَكون صِفات الله مُجَرَّد صِفات كامِنة غَير فاعِلة ودَخَلَت صيغَة الفَعاليَّة في الخَليقة، لأنَّها ستَكون حينَها صِفات ناقِصة غَير مَعروفة اختِبارِيّاً وقَد اختَبَرَها الله فقَط في الخَليقة، وبذلك تَكون صِفات الله مُعَرَّضة للتَّغيير لا بَل قَد تَغَيَّرَت فِعلاً مع بِدايَة الخَلق. وإن قالَ أحَد بأنَّ هذه الصِّفات ليسَت أزَلِيَّة أو أنَّ القُدرة على مُمارَسَتِها أزَلِيَّة لكن الله لم يَستَخدِمها قبلَ الخَليقة لأنَّهُ لم يَرَ ولَم يَسمَع ولم يَعرِف أحَد ليُمارِسها مَعهُ.
فهذا يَعني أنَّ الله اكتَسَبَ عِلماً في الخَلق لم يَكُن يَملكهُ سابِقاً.
وهذا غَير مُمكِن لأنَّ كَمال الله يَشمل على كَمال صِفاتهِ فلَيسَ هُناك شَيء في الخَليقة يَقدِر أن يُكمِل الله أو يُضيف إلَيهِ صِفة جَديدة.