|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِذَا جَرَتِ انْقَطَعَتْ، إِذَا حَمِيَتْ جَفَّتْ مِنْ مَكَانِهَا [17]. يشٌَبه أيوب أصدقاءه بجدول ماء، صار بسبب الحرارة جافًا، ليس فيه نقطة ماء للشرب. فإذ يعرج إليه المسافرون مترجين أن يرووا ظمأهم وظمأ حيواناتهم، فيتركون طريق السفر ويذهبون إليه إلى مسافات بعيدة حتى يكادوا أن يتوهوا عن الطريق، إذ بهم يفاجئون بجفافه، فيحل بهم الخزي. لم يقف الأمر عند وجود طين في مياه الغدير، وإنما سرعان ما تجف، يذهب إليها أيوب ليشرب، فيجد جدول ماءٍ جاف. ماذا يقصد بكلمة "حميت"؟ يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن هؤلاء الذين تسقط عليهم التأديبات تصير أذهانهم حامية، ملتهبة بنيران الندامة غير المثمرة، لأنهم لا يفكرون في الأبديات، بل هم مشغولون بالمجد الزمني. فندامتهم تحطمهم بالأكثر، ويذوبون في مكانهم. * "الذين يرتعبون أمامي، انظروا فقد طرحوني إلى أسفل مثل جليدٍ أو ثلجٍ كثيفٍ الذي عندما يذوب عند الاقتراب من الحرارة يتعذر تمييزه". يقول: كأن الأحزان قد ضغطت عليّ من كل جانب، وصار الخاضعون لي وأصحابي ضدي. فإنه ليس فقط قانون الحب قد أبطل، وإنما حتى المهابة التي تقود إلى الطاعة قد زالت. وأما أنا الذي أصارع مع محنٍ وانفعالاتٍ عنيفةٍ، فقد صرت كثلجٍ مجمدٍ، وعندما يحل فصل الحر ينحل ويزول ولا يبقى له أثر. لا يترك أية علامات وراءه لأن الملك -الذي هو أنا- جالس على مزبلة. واللابس الأرجوان قد صار عاريًا تمامًا خارج المدينة. إنه يجلس في الخارج ليقضي الليل، هذا الذي كان قبلًا يقطن مساكن فاخرة، كانت منازله مغشاة بالذهب والفضة بفيضٍ. هذا الذي كان محاطًا بخدمٍ كثيرين، الآن صار مهجورًا. الذي له أبناء كثيرون وأكاليل موروثة، فجأة صار في دمار، فقد كل غنى بيته. الأب هيسيخوس الأورشليمي مار يعقوب السروجي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|