لأَنَّهُ لَمْ يُغْلِقْ أَبْوَابَ بَطْنِ أُمِّي، وَلَمْ يَسْتُرِ الشَّقَاوَةَ عَنْ عَيْنَيَّ [10].
لقد خانته حكمته، فاشتهي أيوب أمرًا غاية في القسوة، وهو لو أن أمه ولدته قبل الموعد، فانفتح رحمها ليخرج سقطًا ميتًا، وتتعرض هي للخطر بل وللموت. صورة مؤلمة للغاية بسبب التذمر!
يقدم لنا البابا غريغوريوس (الكبير) تفسيرًا رمزيًا رائعًا لهذه العبارة حيث يرى المؤمن يعود إلى الأبوين الأولين وهما في الفردوس كما في رحم الأم، وكان يود أن يولد هناك ولا تنفتح أبواب الفردوس لطرده بواسطة الحية. يقول إن الحية قد فتحت فم هذا الرحم ليخرج الإنسان من الجنة المفرحة، ويحيا في وادي الموت. إنه يشتهي لو أن باب الفردوس الأول بقي مغلقًا لتُولد البشرية وتتكاثر في فرحٍ سماويٍ مفرحٍ.