|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الموت والحياة تقول كَلِمَة الله: “الذَّهَابُ إِلَى بَيْتِ النَّوْحِ خَيْرٌ مِنَ الْحُضُورِ إِلَى بَيْتِ الْوَلِيمَةِ، لأَنَّ الْمَوْتَ هُوَ مَصِيرُ كُلِّ إِنْسَانٍ. وَهَذَا مَا يَحْتَفِظُ بِهِ الْحَيُّ فِي قَلْبِه”. (سِفر الجامِعة 2:7). قَد نَستَغرِب قَليلاً عندما نقرأ هذه الآية، فكيفَ يكون الذَّهاب إلى بَيت النَّوح (أي إلى مُناسَبة وَفاة) حيثُ تَسود الكَآبة والحُزن واليَأس، خَيرٌ من الذَّهاب إلى الوَليمة (أي إلى مُناسَبة فَرَح كالزَّفاف والوِلادة والنَّجاح … إلخ) حيثُ البَهجة والسَّعادة والتَّفاؤل؟ يُجيب كاتِب سِفر الجامعة بحَسَب الوَحي الإلهي المُعطى لهُ ويُعَلِّل السَّبَب في ذلك بقَولهِ إنَّ المَوت أَمر مُحَتَّم على كُل البشَر وهو مَصير كُل إنسان، لذلك على الجَميع أن يُفَكِّروا بهِ. ويقول أيضاً أنَّ هذا ما يَحتَفِظ بهِ الحَيّ في قَلبهِ، فأيُّ إنسانٍ عاقِلٍ مِنَّا لا يَهابُ المَوتَ ولا يَخافُ من الفُقدان؟ ونحنُ كمؤمِنين نَعرِف أنَّ الله يُريد مِنَّا أن نُشارِك الآخَرين في أفراحهِم وأتراحهِم، فأغلَبنا يحفَظ الآية التي تقول: “افْرَحُوا مَعَ الْفَرِحِينَ، وَابْكُوا مَعَ الْبَاكِينَ.” (رسالة بولُس الرَّسول إلى أهل روما 15:12) لكن عندما يُقارِن الله بينَ الحُزن والفَرَح، ويُخبِرنا بأنَّ الذَّهاب إلى بَيت النَّوح أفضَل من الذَّهاب إلى بَيت الفَرح، فذلك لأنَّهُ يُريد مِنَّا: أوَّلاً: أن نُدرِك مَدى قُرب المَوت من كُل شَخص فينا ومَدى قُدرَتهُ على مُفاجَأتِنا دونَ مُراعاةٍ لصَغيرٍ أو كَبير ولا حتَّى غَنِيٍّ أو فَقير، وأيضاً ليُذَكِّرنا الله بأنَّ الحَياة قَصيرة جِدّاً مَهما طالَت بِنا، فهيَ ليسَت سِوى بُخار يظهَر قَليلاً ثُمَّ يتَلاشى، لأنَّ أحَداً مِنَّا لن يُخَلِّد على هذه الأرض الفانِية. “مَهْلاً! فَأَنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَ مَاذَا يَحْدُثُ غَداً! وَمَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ فَتْرَةً قَصِيرَةً ثُمَّ يَتَلاَشَى!” (رسالة يعقوب 14:4) ثانِياً: يُريد الله مِنَّا أن نَقِف إلى جانِب الأشخاص المَحزونين الذينَ فَقَدوا عَزيزاً عليهِم، ونُواسيهِم ونُخَفِّف من حُزنِهِم من خِلال تَذكيرهِم بالآيات الكَثيرة المُعَزِّية المَوجودة في الكِتاب المُقدَّس، ونُصَلِّي من أجلِهم لكي يُعطيهِم الله الصَّبر والسِّلوان ولكي تَحِلّ عليهِم تَعزِيات الرُّوح القُدُس وتُبَلسِم قُلوبَهُم. المَوت هو المَجهول بالنِّسبة للكَثيرين، فالبَعض غَير مُتأكِّد من وُجود حَياة بعدَ المَوت، والبَعض الآخَر يؤمن بوجود حَياة بعدَ المَوت لكنَّهُ ما زالَ غَير مُتأكِّد من مَصيرهِ الأبَدي. لكنَّ الله يُريد من كُل شَخص فينا أن يَعلَم يَقيناً ويَتأكَّد من حَياتهِ الأبَدِيَّة على ضَوء كَلِمَة الله المُبارَكة المَوجودة في الكِتاب المُقدَّس: “يَامَنْ آمَنْتُمْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، إِنِّي كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ لِكَيْ تَعْرِفُوا أَنَّ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ مِلْكٌ لَكُمْ مُنْذُ الآنَ.” (رسالة يوحنَّا الأولى 13:5) فهَنيئاً لكُل من آمَنَ بفِداء المسيح من كُل قَلبه ونالَ الخَلاص وضَمنَ حَياة الخُلود بعدَ المَوت. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الموت هو تغرب واستقصاء عن الله والحياة هي خلود |
ما بين الموت والحياة |
رأيت الله مع من يقفون على مفارق الموت والحياة |
الموت والحياة |
الموت والحياة |