جُليات وداوُد
الكَثير من الدُّروس والعِبَر بإمكانِنا أن نَستَقيها من هذه القِصَّة فهي مادَّة دَسِمة على مَنابِر الوُعَّاظ ليُعَلِّموا منها المؤمنين بأن يَتمَثَّلوا بإيمان داوُد في حَياتهِم الرُّوحيَّة، لكن أحياناً كَثيرة نُخطِئ في إدراك الصُّورة الرَّئيسيَّة التي تُظهِرها لنا هذه الحادِثة.
المَلِك في تِلكَ الأيَّام كانَ مُمَثِّلا لشَعبِه، وداوُد كانَ مَمسوحاً مَلِكاً لبَني إسرائيل. فانتِصار داوُد هو انتِصار الشَّعب كُلّه، وغَلَبَتهُ سَتجعَل كُل الشَّعب غالِب.
المَلِك كانَ عليه مَسؤوليَّة إنقاذ الشَّعب وتَخليصهم من الأعداء، يقول بيتر جينتري: “كَفَرد، يُمكِن للمَلِك أن يقول “أنا إسرائيل”. يُمكِن للمَلِك أن يُمَثِّل الأُمَّة كَكُل… هذا أمر يَصعُب فهمهُ على الذينَ لا يعيشون في ظِل نِظام حُكم مَلَكي. ففي المَملَكات، القَديمة والحَديثة على حَدٍّ سَواء، هُناكَ شُعور بأنَّ المَلِك هو الأُمَّة. وفي الوَقت نَفسه، المَلِك هو المُخَلِّص للأُمَّة ويَأخُذ على عاتِقهِ خَوض المَعارِك من أجلِها.”¹