فلقد أعدَّت النعمة الذبيحة المعروفة سابقًا قبل تأسيس العالم، والآن – وترتيبًا على تلك الذبيحة – تقدر النعمة أن تنساب إلى أردأ الخطاة، وإلى أكثر القديسين حاجة. هي نعمة مكفولة لنا على أساس علاقتنا بالله «أُنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله!» ( 1يو 3: 1 ). فبوصفنا أولادًا لله، لنا أن نعتمد على النعمة لكل خطوة على الطريق حتى نصل إلى بيت الآب. قد تكون الطريق شديدة الانحدار وخشنة، ورمال البرية أصعب من أن نحتملها. لكن حذار أن نتخلى عنها سعيًا وراء طريق ناعمة ودروب خضراء، ففي البرية «نجد نعمة»؛ ففي إلهنا موارد غنية لمواجهة كل صعوبة. لا بل وكلما تعاظمت التجربة، ازدادت النعمة، إنه له المجد «يُعطي نعمة أعظم» ( يع 4: 6 ).