بالإيمان يوسف، عند موته، ذكر خروج بني إسرائيل
وأوصى من جهة عظامه
( عب 11: 22 )
لذا فعند موت يوسف، لم يكن هناك أي أثر لظل معتم يغشي بصره ساعة رحيله، لقد رأي بعين الإيمان الثاقبة أن كل البركات المستقبلة مؤسَّسة علي قوة وأمانة الله الحي. وهكذا، في قوة الإيمان بالله الحي، أعطي يوسف تعليماته بخصوص عظامه. ما أعظم الشهادة التي كانت لتابوت يوسف كل تلك القرون لكل الشعب، إذ كانت تذكرهم بأن الموت نفسه لم يكن يستطيع أن يمنع الله الحي من إتمام مشيئته ومن تنفيذ قصده الذي قصده من نحو شعبه. وهكذا أخيراً، عندما ترك الشعب أرض مصر "أخذ موسى عظام يوسف معه" ( خر 19: 13 ). وعندما وصلوا أخيراً إلي ارض الموعد، دفنوا عظام يوسف في "شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور" ( يش 32: 24 )، لكي ينام هناك في تراب الأرض، إلي أن يستيقظ للحياة الأبدية. وما زال الإيمان ينظر إلي ما بعد وادي ظل الموت، إلي البيت الأبدي الذي هو في قصد الله منذ الأزل.