|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سَمِعتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَك وأَبْغِضْ عَدُوَّك. تشير عبارة "أَحْبِبْ قَريبَك" إلى ما ورد في العهد القديم في محبة القريب "وأَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ: أَنا الرَّبّ"(الأحبار 19: 18)، ومحبة القريب كانت محصورة على قريب الدم والدِّين والقومية. وقد جاء في قانون الأسِّينيِّن في قمران: على أبناء النور من أهل قمران أن يُحبّوا المنتسبين إلى جماعتهم، وان يكرهوا أبناء الظلام من غيرهم" (الأحبار 1: 9-10)؛ لانَّ القريب في نظر اليهود هو اليهودي، أمَّا في نظر يسوع المسيح فهو السامري الَّذي عَامَلَهُ بِالرَّحمَة (لوقا 10: 37)؛ أمَّا عبارة "أَبْغِضْ " فتشير إلى عدم حب على المستوى الديني وليس الشخصي "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه أمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال" (متى 6: 24). إذ علم الكتبة أنَّ الشريعة لم تأمر ببغض الأعداء بل بمحبة القريب حيث ألزمت الشريعة بحبِّ القريب، وسمحت بمقابلة العداوة بعداوة مساوية. وسمحت الشريعة نفسها محبّة الأعداء على الصعيد الفردي، فقيل: وإذا رَأَيتَ حِمَارَ مُبغِضِكَ ساقِطاً تَحتَ حِملِه، فكُفَّ عن تَجَنُّبِه، بل أَنهِضْه معَه (خروج 23: 5). وقيل أيضًا: لا تَكرَهِ الأَدومِيَّ، لأَنَّه أَخوكَ، ولا تَكرَهِ المِصرِيَّ، لأَنَّكَ كُنتَ نَزيلاً في أَرضِه" (تثنية الاشتراع 23: 8)، بالرغم من أن الادوميين والمصريّين كان من ألد أعدائهم. أمَّا عبارة "عَدُوَّك" فتشير إلى أعداء جماعة المؤمنين، كما ورد في المزامير "عبَادَ أَوثانِ الباطِل أَبغَضتَ" (مزمور 31: 7). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|